بائع طرابيش


يُقسم الرجل أن الروشتة ضاعت، الروشتة التي كتبتُها لزوجته منذ شهور. يُقسم ثم ينظر للأرض كأنما يخبئ نصف الحقيقة الآخر تحت كرسيّه.
- قلت لنا عندها التهاب في المثانة، وكتبتلنا تلات حقن...
يوشك أن يقول 'غاليين' لكنه يتذكر قَسَمه فيسكت.
أقوم لأعيد فحص زوجته التي أذكرها، وأسأل نفس الأسئلة.
- بتصحي كتير بالليل تروحي الحمام؟
يرد هو:
- والله يا بيه ما بتنام.
بينما أفحصها بجهاز الأشعة يتكلم، يقول إنه يعمل مقرئا، وإنه يحيي الليالي بالقرآن والإنشاد، ثم يقول بصوت خفيض.. 'لما بيكون فيه ليالي يعني'.
يبدو الرجل بالنسبة لي كبائع طرابيش لا يرتديها أحد.
يختلق قصة طويلة عن سبب ضياع الروشتة الأولى بينما أنشغل بكتابة الثانية، وزوجته تبدأ في التململ رغبة في الذهاب إلى الحمام الذي تزوره مرة كل نصف ساعة.
يتظاهر بالسؤال عن الأدوية، ويترك زوجته تسبقه، وعندما تكون خارج العيادة تقريبا يلتفت لي:
- على فكرة أنا بقلد صديق المنشاوي تمام، هو بلدياتي.. لا هو قريبي. وأنا بقلده بالزبط والله، بالزبط.
يوشك من فرط الحماس أن يقلده، لكن حماسه يذوي وهو يقول:
- عشان يعني.. لو.. لو..