إهداء: إلى عمرو منير؛ حكاياته تثير فيّ شجنا..
ستقسم بينك وبين نفسك أنك لن تهدأ حتى تعثر عليها..
"لا يمكن أن تختفي هكذا بعد ما فعلته بي.."، ستقنع نفسك بهذا وستخمد تساؤلا عن سر غيابها لأسبوع حتى الآن.
ثم إنك تعرف أنك لن تستطيع نسيانها بسهولة، الأشخاص الطبيعيون لا ينسون بسهولة من يحدثون تغييرا كبيرا لهم. هل يمكن أن تنسى متى كانت أول مرة مشيت فيها في مظاهرة؟!
كنت – كالعادة – تلقي النكات وتتبادلها مع أصحابك حين ظهرت هي تتقدم المظاهرة وتردد شعارا كنت لا تفهم حتى ماذا يعني!!
لكنك اقتحمت الصفوف.. تقدمت حتى سرت بجوارها.. وتعمدت أن تملأ عينك من لون البحر بعينيها، ومن لون الذهب بشعرها. ثم أمسكت هي بيدك، ورفعتها عاليا ورحت أنت تردد الشعارات كطفل ينطق حروفه الأولى، لكنك بعد لحظات شعرت كما لو أنك ولدت بهذه الهتافات في فمك !
تفكر أنك ربما تجدها الآن في المكتبة.. أنت تحفظ الآن الطريق إلى هناك.. ترى كم مرة مشيت معها في هذا الطريق؟! هل تذكر أول مرة ذهبت فيها إلى المكتبة؟
كنت متجها إلى كافيتيريا الجامعة حين أقبلت هي تحمل تلك الكتب الضخمة، وابتسمت لك ابتسامتها التي تحمل صفاء الدنيا كلها. صافحتها.. وتعمدت أن تملأ يدك من دفء يدها، وأن تملأ أنفك من شذى عطرها. ثم جذبتك من يدك.. رشحت لك كتبا لتقرأها.. وبدأت تقرأ كطفل يتهجى، لكنك خلال أيام كنت قد قرأت كل الكتب السياسية في المكتبة.
لكنها ليست حتى في المكتبة.. تقرر تنفيذ آخر خطوات البحث.. ستذهب إلى بيتها، أحدهم دلك عليه، وادعى من سألتهم عنها أنهم لا يعرفون رقم هاتفها.. أنت تعرف أنهم يكذبون، لكنك لا تدري لماذا.
حين تصل.. يفتح لك أبوها عابسا، وتسمع بكاء أمها في الداخل. حين تسأل عنها.. سيعلو نحيب أمها وسيصرخ أبوها في وجهك:
- في السجن.. خدوها العساكر من كام يوم.. عشان تبقى تعمل نفسها زعيمة.
الآن فقط، ستتراجع للخلف بخطوات بطيئة، وستتذكر كيف صرخت في وجه رئيس الجامعة في آخر ندوة.. تساءلت عن سبب احتجاز المشاركين في المظاهرات.. وستذكر كيف أطل من عينيها التحدي وهي تذكر اسمها بلا خوف.
بعد قليل، ستهرول مسرعا، وستتأكد أن أحدا لم يتبعك إلى هنا.. وستفكر: كيف تجيب حين يسألونك عنها؟
حسنا.. ستفعل كما فعل الجميع معك: ستقسم إن ما جذبك إليها كان شعرها الأصفر، وستقول إنك لا تفهم شيئا في السياسة!!
15 تعليقات:
هه انا اول واحدة اعلق
القصة ممتازة بقيت متمكن من القصص القصيرة بشكل ملحوظ
انت بجد ملكش فى المظاهرات و السياسة؟؟
بس البنت اخبارها ايه دلوقتى؟؟
جميلة يابو حميد
Ahmed
أنا هاتكلم عن القصتين مع بعض .. دي واللي قبلها
من وجهة نظري ومن خلال نفس تجاربي في نفس الفترة العمرية .. الإتنين بالنسبة لي حالة واحدة بتور حوالين البحث عن الأنثى الحلم
ودي أجمل فترة في حياتك ممكن يطلع فيها إبداع .. الفترة اللي فيها كل الإحتمالات ممكنة
تحياتي يا دكتور
انت فعلا فنان حقيقي
بس انا زعلانه منك بسبب تعليقك علي البوست بتاع البلد دي بلدنا والسما دي بتاعتنا
مصر ملهاش ذنب
الوطن غالي
لكن للأسف أقدارنا في أيد النصابين والحراميه
انا بقي بأشتاق لمصر
مهما حصل لي فيها
وبأقول فيها موش منها
القصه فعلا حلوه, بس ينفع كده؟ وقت الجد تقول ان اللي شدك فيها شعرها الأصفر؟ حد يعمل كده برضو(:
آه .... والله دا كلام
أخص طلعت واد بصباص..
على فكرة مبروك على قصتك الجديده في اخبار الأدب ..بس أيه طلعت تعقيم قوي يادكتور..
سعادة الباشا الدكتور
1
اسمعها نصيحةمن اخوك الكبير وابعد عن البنات اللي شعرها اصفر..بالذات اللي شعرها اصفر
2
القصة حلوة بس مش بنفس قوة اللي قبلها ولا اللي قبلها..ده رأي ناقد من منازلهم طبعا..
3
اوعي تكون بتزعل لاني مش بحب اللي بيزعلو..ولو زعلت حزعل منك!!
تحياتي يادكتور..مش كتير اللي بتابع كتاباتهم..صحيح انا مش توفيق الحكيم بس انا مش اي حد يأثر فيا
حلو اوى التسلسل اللي في التفكير وانت قدرت تربط بيه الاحداث ببعضها بسلاسة جميله
انت مبدع في القصة القصيرة اوى
وبتختار مشاهد صح جداً........وجمال القصه دي المعالم النفسية الخفية للبطل اللي بانت في قراره في نهاية القصه
Go On..........
شكرا لكل الناس اللي شرفتنا بتعليق:
ما علينا:
مش عارف كلامك محسسني انك متابعاني من زمن واني يادوب اللي بقيت متمكن من القصص، عموما يا ستي كويس اننا عملنا حاجة عجبتك! ادعيلي كده ربنا يوفقني في طباعة أول كتاب لي.. البنت دي في جامعة أسيوط حكالي عنها واحد صاحبي... هو بطل القصة، يعني أنا ماليش دعوة!
vero:
متشكرين يا باشا
الباشمهندس:
جميل كلامك ولو إني حاسس اني طلعت من المرحلة دي من زمان، أنا دلوقتي لا بدور على أنثى ولا بدور على حلم! أنا أصلا حاسس اني مش من حقي أحلم إلا لما ابقى قادر أحقق حلمي ده! كلام محبط بس شعور حقيقي!
مكسوفة:
مش عارف يمكن يا مكسوفة عشان عشت واتولدت في السعودية... الشعور الوطني متقلص حبتين! يمكن عشان أحيانا بقتنع بكلام الشاب خالد: البلد اللي أعيش فيه كويس هو وطني! (عارف انه كلام مش كويس)
إسراء:
مش أنا بس... وقت الجد كل واحد بينفد بجلده!
نور:
قصة تعقيم دي بالذات مجرد شطحة فنية، وما تاخدش الكلام اللي فيها على انه حقيقي... أرجوك!
أحمد عيسى:
مش ممكن أزعل من واحد بيعبر عن رأيه.. ده مجرد رأي... بالنسبة لي انك تقول انها حلوة ده كفاية ومش مهم تكون أحلى أو أوحش من اللي قبلها! كلهم عندي واحد (كلهم أبنائي على رأي الناس التانيين)...
قصاقيص:
والله بتفرحيني... بفرح قوي لما ألاقي حد بيقرا كويس... أصل القراية دي محتاجة فن برضه زيها زي الكتابة!
وانت - ماشاء الله عليك - بتعملي الاتنين بفن... شكرا
واطى واطى يعنى
سورى بس ده اللى جه فى بالى بالنسبة لبطل القصة
اللى اكيد مش انت
لانه مش هيكون عنده جراة انه يكتب بالشكل ده طبعا لانه جبان
____________
القصة حلوة فعلا
واسلوبك فيها حلو اوى
التكنيك كمان اللى كتبت بيه شوقنى
تحياتى
العزيز احمد
الانجذاب ليها فعلا كان لمجرد انها انثى شقراء تحمل ملامح غربية لكن بدماء عربية
هى تهتف فى رحلة البحث عن الحرية بينما هو يهتف فى خطوة الى ما بعد الانجذاب
والنتيجة واضحة هى تدفع وحدها نتيجة وطنيتها وهو سيعاود البحث عن انثى جديدة تجذبه فهو ابعد ما يكون عن الوطنية فى زمن تتحمل هى النتيجة
قصة صادمة لكن فيها واقعية ومصداقية عالية
تحياتى
مش عارف اقول غير تحفه تحفه..بجد,حاسس انها مقطع من روايه, بالمناسبه انا مررتلك تاج, خش البلوج بتاعى و اقرا و جاوب بلييييييز
تحياتى
بص يا ابو حميد
انا عايشه بره مصر وفي بلد خليجي برضه
وأبني وبنتي اتولدوا خارج مصر
الا انهم بيموتوا في حاجه اسمها مصر
وموش عايزين غربه تاني
صحيح مصر حالها يزعل
لكن في الأخر هي الوطن اللي مالناش قيمه من غيره
المشكلة اننا ملناش قيمه بيه برضه ولو مش مصدقة روحي زوري بلوج المراكبي وشوفي موضوع السفارات المصرية وتصدقي أكتر
دمتم ومتم مصرييييين..
ياااااااااه يا أحمد جملة النهاية كانت قلم بجد يا معلم.. بجد القصة تحفة وفيها اسقاطات جامدة أوي.. حين يقف الخوف كحاجز بيننا وبين ما نريد، سواء كان خوف على المستقبل أو خوف من الجرح أو أي خوف و السلام.
تحياتي
Post a Comment