ستر المكشوف

(سـجائـــر)

بمجرد أن دخلت البلكونة ملأت أنفي رائحة احتراق السجائر. نظرت إلى بلكونة الدور السفلي فرأيت ابنهم الأكبر يدخن سيجارة فيها خوفا من والده. أطلت النظر إليه، رفع رأسه فجأة فحاولت الاختباء، لست أدري لماذا أقدمت على هكذا تصرف. لكنني رجعت وتظاهرت بالثبات ونظرت إليه بثقة، رمى السيجارة فقلت محاولا اختراع دعابة:"هنيـا". بدا وكأنه لم يسمع ما قلت، تجاهلني وأخرج من جيبه لبانة وضعها في فمه ودخل. انتبهت فإذا أولاد الشارع كلهم يدخنون في البلكونات. غريب أن الشارع كله يراهم يدخنون في البلكونات بينما هؤلاء النائمون على ودانهم في بيوتهم لا يعرفون حتى الآن!


(كف نظيفة..درج وسخ)

قال وهو يحك أنفه بأصابعه: "عايز مصلحتك تخلص..عشرين في الدرج"، استغرقت وقتا لأفهم ما يقصده هذا الرجل على الباب، دخلت فوجدت الموظفين يمسكون بمصاحف أو بأذكار الصباح يقرؤونها والموظفات منشغلات بأحاديث غريبة، لكن موظفا من ممسكي المصاحف فتح درج مكتبه فجأة، اقتربت من المكتب فأمسك المصحف بيد وأشار بإصبع الأخرى إلى الدرج واستمر في التلاوة دون حتى أن ينظر إلي. وضعت العشرين فانتفض يختم الأوراق ويملأ الاستمارات، بينما بقية الموظفين يستغفرون. هل يعرف كل هؤلاء الموظفين وساخة درج هذا الموظف؟!


(ما يحدث في بير السلم)

لأول مرة أستيقظ وحدي على أذان الفجر، فكرت في النزول للصلاة. نزلت خطوات قليلة على السلالم ثم سمعت حركة في بير السلم، نظرت فإذا بالواد الصايع ابن الجيران يلتهم الشفة الحمراء الدسمة لفتاة في غاية الجمال. نزلت السلالم بخطوات بطيئة، سمعتها تقول : "لو بابا شافنا هيقتلك" دققت النظر.. بنت الذين..! إنها (علا) بنت الرجل العجوز الذي يسكن العمارة على أول الشارع. سمعت قبل ذلك من الناس في الشارع أنها على علاقة مع ذلك الولد الصايع لكنني لم أصدق. سمع الملعون صوت خطواتي فدخل معها إلى المنور. خرجت من العمارة وقد سابت أعصابي. اصطدمت بعد خطوات قليلة مشيتها بعجوز كركوب راح يسب ويشتم، شوحت بيدي وقلت بصوت سمعته أنا وحدي: "يا عم روح شوف بنتك بتعمل ايه"!