اشتريت الكتاب من معرض الكتاب الماضي بالقاهرة، لكنني لم أتمم قراءته إلا الآن، لأكتشف كم هو جميل هذا الكتاب وكم هو ممتع وملهم.
الكتاب هو (أما هذه.. فرقصتي أنا) الذي صدر ضمن سلسلة "مدونات الشروق" التي أصدرتها دار الشروق للنشر، والمؤلفة هي غادة محمد محمود التي تكره النفاق واللوبيا "أم عين سودا" كما تقول عن نفسها.
الكتاب هو مجموعة النصوص التي نشرتها غادة في مدونتها الإلكترونية، ليست كلها قصصا وإن كان من ضمنها نصوص قصصية بامتياز.
تسيطر على النصوص كلها حالة واحدة من الرومانسية الحالمة... رومانسية ناعمة تشعرك بانتشاء غريب، حيث المؤلفة متصالحة مع الجميع، تبث نصوصا مفعمة بالحب للصديقات ولرجلها – الذي لم تشر له بالاسم إلا مرة واحدة – صاحب القميص الأبيض ذي الخطين الأخضرين.
تبث الكاتبة رسائل حب لجدها، ولصديقتها (ماريان)، ولزوجها (حامد)، وللطبيعة أحيانا، وللطبيخ مرات عدة، وللمأكولات أحيانا كالشيكولاتة ... والبطيخ !! ألم أقل لكم إنها حالة متقدمة من الرومانسية الحالمة؟!
من السهل إذن أن تتوقع – وتتمنى – للكاتبة "بيتا من سكّر"، كالذي ترسمه هي في نصها المفضل لدي، وترى كيف تمتد الحالة الشاعرية إياها لقميص رجلها الأبيض:
"قميصه الأبيض ذو الخطين الأخضرين ليس عاديا، لا تخلطوه بآخر..
قميصه مراوغ، لا يبقى على لون أو حال، فتارة يكون كوفية صوفية زرقاء من أجل عجوز يرتجف أو خيمة لشريد مغبر.. تارة مناديل ملونة تخرج من قبعة الساحر لطفلة يتيمة.. وتارة وشاحا أحمر في يد مصارع ثيران...
قميصه الأبيض ذو الخطين الأخضرين ليس أبيض ذا خطين أخضرين ففي قلب حبيبي أكثر من الأودية الخضراء ومزارع الملح.. قميصه يخفي تحته حلوى للأطفال وبالونات برتقالية وغيمة متخمة بالمطر وحروفا مرتبكة.. يصطبغ مرة ببراءة الأبيض ومرات بدرجات الغواية.. قد يكون الجنون بذاته، قد يكون الحياة وقد لا يكون، في وقت آخر، إلا قميصاً أبيض بخطين أخضرين!"
إنها نصوص عفوية جدا، لا تحاول أن تراوغ، ولا تلبس لغتها أثواب الحيل الفنية المعقدة، بل تسلم لك عطرها طوعا. هذه النوعية من النصوص، تجعلك تشعر بعد القراءة أنك أصبحت تعرف الكاتبة أكثر، لقد أطلعتك بنفسها على روحها، وأخبرت القارئ عن السر الذي تعرفه المرآة! وعن السر الذي يختفي بينها وبينها. ("بيني وبيني" صفحة 62)
هذا هو نمط الكتابة الجديدة إذن، حيث القضية الأولى للمؤلف هي المؤلف ذاته، وهذا ما يجعلها كتابة مميزة، لأنها كتابة يكتب فيها الكاتب ذاته نفسها، وهذا ما جاء به عالم المدونات من حيزه الإلكتروني إلى حيزه الورقي الجديد.
الغريب في الأمر أنني أعرف (حامد) زوج المؤلفة والقاص الرائع منذ سنين، ولم أره أبدا يرتدي هذا القميص الأبيض ذو الخطين الـ... ماذا كان لونهما؟
6 تعليقات:
I really envy her 4 her romantic spirit... I've lost that long ago. As 4 the " new way of writing" i don't think it's new at all, every writer i've met writes about himself, in a way or another, it's always his experience that talks, the author and his writings r ONE, it's not new, nor is it a characteristic of the blogs alone... u r an author ur self, u can tell me, whether i'm right or wrong.
Isolde, you are absolutely RIGHT, but this is not what I meant. I probably haven't chosen the right words, I was talking about the new writers' concern about their own feelings rather than our major national concerns. It's rare to see modern writings talking about our ever-lasting bleeding Palestine for example!
"الطبخ فعل حب"
This was written on the cover. Clearly, the author is in a continual love fit. She is a "woman in love", and this is the reason why her writing is very distinguished. I think Hamed is so lucky.
شاهدتها مرتين تتحدث فى الساقية وفى ديوان مصر الجديده وتابعت اخر تدويناتها بالأمس عن جدة زوجها
هى كما تحدث عنها حالمه فى دعه وبساطه وتلقائية وحب
حتى انك تخاف عليها ان تستيقظ يوماً
بصراحة يا احمد الكتاب ممتع للغاية
وهي فعلا موهوبة
لما تبقى تخلصه يا ريت تديهونى
مع انى بعترض على فكرة التدوينه كنوع ادبى جديد
لك سلامى
ودمت
Post a Comment