مواهب” بلدنا الفذة تسير على خطا ماما وبابا”

With Mom and Dad

كان في نيتي أن أكتب شيئا مبهجا هذه المرة، وربما قصة جديدة لكن ماذا أفعل وهذا البلد يمتلئ بما يحرق الدم ويفقع المرارة؟

منذ أيام أعلنت نتيجة أوائل الثانوية العامة، هذا الصداع المقرف الذي أعتبر وجوده حتى اليوم دليلا على غبائنا المزمن وتفكيرنا المحدود.

المهم أنه منذ أعلنت النتيجة تسابقت الصحف على تغطية “الحدث” واللقاء مع الـ “نوابغ” الذين حصلوا على مجاميع عالية في هذا السباق. والأكثر أهمية أن المقالات لكبار الكتاب راحت تتساءل: كيف يمكن لمصر أن تستفيد من نبوغ أبنائها؟

والواقع أنه بمجرد قراءتي لعنوان مقال مثل هذا تندفع الدماء إلى دماغي وأشعر بألام الذبحة الصدرية وبوخز ناحية جانبي الأيمن – نعم بالضبط فوق المرارة!

السادة الصحفيون بسرعة اعتبروا أوائل الثانوية العامة “نوابغ”! طيب بأمارة إيه عدم المؤاخذة؟ يعني ماهي الاختبارات التي تقيس الابتكار والإبداع والذكاء في امتحانات الثانوية العامة و التي على أساسها يصنف أوائلها كنوابغ؟! ها؟ ما الابتكار الذي قدمه أي من أوائل الثانوية العامة لعشرات السنين السابقة؟ من الذي قال إن النجاح والتفوق في الدراسة أصلا يعد دليلا على أي شيء؟

المبدع والمبتكر يا سادة لا ينتظر امتحان الثانوية العامة حتى يظهر نبوغه، بل إن معظم مبتكري الدنيا ونوابغه كانوا فاشلين دراسيا واسألوا أينشتاين وغيره من مبدعي العالم.

بلاش… سأقول آمين وأعتبر الدراسة والثانوية العامة وكل هذا الكلام من دلائل النبوغ، تعالوا نقرأ المقالات لنعرف كيف يفكر النابغون الذي ينتظر منهم كتاب المقالات العنترية في الجرائد إصلاح حال البلد.

“ولم يتوقع عبد الرحمن حسنى محمد إبراهيم، الأول على مستوى الجمهورية والحاصل على مجموع ٤٠٨.٥ علمى، الحصول على المركز الأول، وقال إنه سوف يلتحق بكلية الحاسبات والمعلومات، باعتبار أن والده – عميد الكلية نفسها- هو مثله الأعلى.

وعلى نفس المنوال أكدت رانا أبوبكر محمد محمد محيى، الحاصلة على المركز الأول علمى علوم، أنها ستلتحق بكلية طب المنيا لتواصل مسيرة والدها أستاذ الجراحة بطب المنيا، ووالدتها الأستاذ المساعد بكلية الطب.

أما أحمد محمد سعيد محمد، من القليوبية، الأول على القسم الأدبى، فقال إنه سيلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، معرباً عن أمنيته أن يصبح وزيراً للخارجية، وينجح فى حل القضية الفلسطينية.”

والله حاجة تموت من الضحك… طبعا جمل مثل: “والدي هو مثلي الأعلى” أو “لتواصل مسيرة والدها”، هي جمل يمكن ترجمتها بعيدا عن التزويق الصحفي إلى: “أنا هلعب في المضمون… وأبويا هناك هيزبطني، وماما هناك هتوصي زمايلها”. أما الأخ بتاع أدبي فيمكن تفسير كلماته على أنها استخسار مجموع على كام حلم عبيط لا يليق إلا بأوائل الثانوية العامة المصرية.

يا سادة… النابغون لا يلعبون في المضمون، ولا يسيرون على خطا بابا أو ماما، على العكس تماما: المبدع هو من يتخطى المألوف، المبتكر هو من يتبع التفكير العلمي – الوسيلة الوحيدة التي تضمن التفوق. المبدع والمبتكر والنابغة لا يختار أبدا طريقا ما لأن “والده هو مثله الأعلى” ويتمرد على طريق والده فضلا عن أن يرغب في “مواصلة المسيرة”… إلى آخر هذه الجمل الخايبة التي تدل على تفكير وصولي قميء لا مكان فيه للإبداع ولا للنبوغ.

أما الابتكار الذي أحتاجه أنا فعلا هذه الأيام، هو اختراع مصل مضاد للمحاولات المستمرة لفقع مرارتي رغم أنني أعلنت مرارا وتكرارا أنني أعيش بمرارة واحدة!

14 تعليقات:

noon kiko said...

ليه يا احمد كده؟انا ماصدقت ربنا فرجها عليك وهتكتب..اول حاجه تعملها تخبط فى الحلل وتعقد العيال..ليه ياضنايا كده..مش يمكن اهاليهم حببوهم فى المجالات اللى هما بيشتغلوا فيهم؟هو انا معاك ان النبوغ انك تخرج عن المألوف..بس لو انت مش واخد بالك..احنا مش فى عصر سوبر مان..والرجل الاخضر ..احنا ياعم فى 2009يعنى توقع كل شىء..واى شىء..
وطبعا اول شىء نتوقعه ان النبوغ يصنف حسب راى كل واحد..طاب انا بقول لماما كل يوم الصبح انى نابغه..وفلته فى الزمن ده..يلا يعنى الكلام عليه جمرك..وياخى بلاش تحرق دمك وتتعب مرارتك..مفيش فايده..حتى لو شيلت المراره خالص..سعد زغول قال مفيش فايده
هههههههههههههه
ومبروك ان ربنا هداك انك ترجع تكتب..الف بركه

noon kiko said...

يعنى بتعرف تقرا اهو وقريت تعليقى.؟.امال ليه مش بتزورنى..ولا مانشبهش..
براحتك ياعم احمد..

عمرو said...

أهلا أحمد
كلامك كله صح يا بو حميد. والله يا ابني أنا مش عارف إمتى البلد دي هاتطلع لقدام. باينلها مش هاتطلع خالص. تعرف؟ اللي يمشي ورا كلام أبوه وامه يضيعوه أساسا. والولاد دول هايجوا في يوم ويخسروا حاجات كتير. تفتكر ليه ما بنسمعش عن أوائل الثانوية العامة بعد الأحضان والقبلات والتصوير والسفريات للخارج. بعد كده بيبقى كله بح
تعرف؟ أنا كمان اتغظت
:(

أحمد الشمسي said...

طيب قوليلي انتي يا نورة أعمل ايه؟! كل ما اقرا اي خبر عن البلد دي الاقي حاجة تحرق الدم.

بالنسبة لموضوع انك نابغة ده... وماله؟ هو الكلام بفلوس يا ماما؟ خدي راحتك خالص!

أحمد الشمسي said...

عمرو: كنت متأكد انك هتتغاظ زيي

noon kiko said...

والله انتو وعمرو مش مقدرين قيمتى الفذه ..دانا جهبذ..وعلم من اعلام مصر ..بكره اما تلاقى صورتى فى الجرايد هتلاقى اخيرا حاجه متحرقش دمك..بس ربنا يستر متظهرش فى صفحة الوفيات ولا المفقودين..هههههههههههههههههههه
عارف يا احمد بفكر اجيب صاحبتنا تعلقلك على المقاله..يالهوى كانت طلعتلك كل حاجه متنفعش
طبعا انت كنت هتاخد بعضك وتخلع م البلوج..
ياريت صح تحوش انت وعمرو وتجيبولى شيكولاته بالذوق..احسن انت عارفنى انا ممكن اعمل ايه..
تهديد ده على فكره
ههههههههههههههههه..

قلم جاف said...

ما هو سبب الاهتمام التاريخي والمبالغ فيه بأوائل الثانوية الغامة منذ أن وعينا على تلك الدنيا؟

الله أعلم..

noon kiko said...

لى فكره يا احمد عمرو كان لازمن حتما يتغاظ زيك..يابنى انتو الاتنين سبق وقل لعمرو واقعين ف برميل سخط غير مبرر على رايك..برميل يأس ماليين لودانه..انا بحييكم على روح الصداقه وروح الفريق دى..كبرتونى قبل اوانى لا شيبتونى..

Unknown said...

وانا والله يا احمد عندى مرارة واحدة وبدور على واحدة بلاستيك عشان الفقع المستمر دة

دكتور احمد خالد توفيق كاتب مقال فى الدستور النهاردة مكمل لكلامك جدا اقراه وهتعرف ردى على موضوعك

طبعا بعد كلامك وكلام دكتور احمد يبقى كل حاجة اتقالت هقول ايه انا تانى؟؟؟ انا بس هحكيلك حاجة صغنتوتة

وانا صغيرة اوى كان نفسى ادخل كلية طب عشان اكتب روشتات بالهبل..ليه بقى؟؟ عشان كنت فاكرة انها عبقرية انى اكتب روشتات محدش يعرف يقراها غير بتاع الصيدلية..كنت فاكراها بتتكتب بالشفرة....اضحك اضحك لسة التقيل ورا

المهم..كبرت وعرفت انى منفعش دكتورة وقررت ادخل اداب علم نفس وابقى دكتورة برضو بس متاخر شوية ومش هشيل سماعة...وكان مجموع ثانوية عامة يجيب كليات اعلى من اداب بكتير

خد عندك بقى..آداااااااااب تؤ تؤ تؤ...ودخلتيها بمجموعك وللا رغبتك؟؟؟

آداااااااااااب..تؤ تؤ تؤ مش كنتى دخلتى تربية اهو كان يبقى اسمك مدرسة برضو

آدااااااااب...تؤ تؤ تؤ دة انا كنت اسمع انك شاطرة

بعد دخول الكلية بقى

دة انتى فى آداب يعنى تعدى من قدام السور تنجحى

دة انتى فى آداب يعنى الشهادة زى قلتها دة حتى مش هيجيلك عريس تحفة دة انتى شهادتك مرطرطة

دة انتى فى آداب هتبقى ايه يعنى بلا نيلة

مفيش داعى احكى الفرق بين طالب كلية الطب اللى دخل عشان استخسر مجموعه وطالب كلية الهواء المجفف اللى دخل بمزاجه

فى فرق بين الشغيل والمبدع
فى فرق بين الوظيفة والكاريير
فى فرق بين الحلم والمهنة

فى فرق بين كل اللى قلته دة..وبين الواقع

عمرو said...

الله يا إنجي
حلو قوي تعبير طالب كلية الهواء المجفف ده
يا ربي عليكي
:)

أحمد الشمسي said...

إنجي تعليقك أضاف لي بجد... وضحكني كتير.. شكرا

أسما said...

انا بقي خايفة اعلق المرة دي، اصل اللي واجع مرارتي مش اللي مكتوب و لكن اللي كاتب و اللي بيعلقوا، و انا اولهم. يعني كلنا سيادتك ماشيين علي نفس شريط القطر، كلنا بنلف ف نفس النظام الفاشل... يعني سيادتك مثلا دخلت كلية الطب عن رغبة حقيقية ف انك تبقي طبيب، و لا استخسار مجموع؟ يعني انت رجل يكتب القصة و يعشق الادب، دخلت طب ليه؟ و لما تيجي ترتبطـ هتختار مراتك تكون اديبة و ميولها زي ميولك، و لا واحدة جابت مجموع و دخلت احدي كليات القمة؟

بلاش انت. انا، اكيد لو كنت جبت مجموع طب ما كنتش هادخل آداب، مع اني ميولي غير علمية بالمرة. و آديني ف آداب، طافحة الدم بس ليه ما سبتش الوظيفة؟ ما تعرفش. اختي، هايلة ف الرسم، و كان نفسها تدخل فنون جميلة، بس جابت مجموع صيدلة، ترميه؟ لأ، تدخل صيدلة و طز ف الفنون. يا ابني، كلنا كلنا، بنلعب ف المضمون حتي لو ادعينا غير ذلك . سامحني، يمكن كرمي يكون كله غلط، او يضايقك، بس انا مقتنعة بيه جدا عشان شايفاه ف نفسي قبل ما اشوفه ف اللي حواليّ، و اختلاف الرأي... إيه؟

أحمد الشمسي said...

أحلفلك بايه يا إيزولد الكلام اللي انتي قلتيه كان المفروض يبقى جزء من المقال بس حسيت انه هياخدنا في سكة تانية عن الازدواجية المصرية فقلت بلاش منه.

كلامك مزبوط... بس هقولك حاجتين: في حالتي فيه اللي أسوأ من استخسار المجموع، فيه الضغط الأسري... ده غير اني ساعتها ما كنتش هدخل آداب أو أي حاجة كنت هدخل حسبات ومعلومات لأن ده اللي متاجه سوق العمل ولأني فعلا مدمن كمبيوتر وما كنتش وقتها كتبت حرف غير في كراسات التعبير.

بس عايز انبهك ان المقال مش بيتناول مسألة مين يدخل ايه قد ما بيتناول اكذوبة نبوغ اوائل ثانوية عامة.

محمد كامل said...

انا اخو مراتي كان من اوائل الثانوية العامة و كان عليه ضغوط اسرية برضه انه يخش طب لكن نفذ اللي في دماغه ودخل المجال اللي بيحبه
computer science in the GUC, عشان بس متتحججش بالضغط الاسري ، اتمني مكنش فقعتلك مرارتك بزيادة