أن تتقدم… تدريجيا

prize fighter sketch copy

لم تصرخ، طبيعي جدا. الهواء لا يمكن أن يمر في أنبوب مغلق. والرجل كان يغلق زمارة رقبتك بقبضة حديدية.
الخطة التي وضعتها كانت طموحة لا شك، لكنها مستحيلة، اعترف بهذا ولكن لا تكن قاسيا على نفسك!

لا تحزن كثيرا؛ أنت هذه المرة أفضل، بدأت تصدر بعض الأصوات. صحيح هي لم ترق إلى درجة الصراخ وإطلاق الشتائم، لكنها على أي حال خطوة جيدة.
....

فكرة المقاومة الحركية – للأسف – فشلت. قبضته المغلقة على عنقك، تثبيتك في الزاوية الحادة بين الجدارين، الإجهاد الذي أصابك، كل هذا لم يسمح لك بالحركة. لكن – بصراحة – فكرتك كانت جيدة. أعني أن فكرة التلويح في وجهه بيديك ومحاولة الإفلات ببعض التقلصات العضلية وما إلى ذلك كانت فكرة مبهرة فعلا لكن... التنفيذ كان صعبا.
أنا لا أقول ذلك لتفقد الأمل، لا تقل إنك لم تلاحظ! أنت الآن أحسن، رجلاك كانا يتحركان، يتأرجحان. ربما كان يمكنك أن تطور هذه الحركة إلى "شلوت" قوي لو كان أقرب قليلا.
أقل من المتوقع صحيح لكنها... حركة!
....

يا عزيزي لا تؤنب نفسك. أصلا إطلاق البصاق في وجهه كان أسخف شيء فكرت فيه. قبضته كانت تبدو بضعف حجمها، ووجهه كان صغيرا جدا. أنت تعلم أن ذراعه طويلة. وجهه كان يبعد مترا على الأقل. هل كانت عضلات فمك ستساعد؟ هل بقي في فمك لعاب لتقذفه؟ كل لعاب فمك غادره سائلا خلال جانبي فمك.
مرة أخرى: لا تفقد الأمل. لقد بذلت ما في وسعك ونفخت بعض الهواء الذي خرج محملا بالرذاذ... لم تبصق نعم، لكنك قطعت شوطا.

ها هو سيفلتك...
آه، أفلتك!
لقد نزلت سليما... بعض السعال ليس شيئا خطيرا! ضع الآن خططا أفضل لتواجهه عندما يأتي المرة القادمة. أنت تعلم أنه سيأتي لكن... لا تعتمد عليّ في المساعدة و...

لا تنس أن تبتهج بما صنعته فوق!
أنت تتقدم صدقني...
أنت تتقدم تدريجيا
!

19 تعليقات:

Dr. Ibrahim said...

أن تتقدم تدريجيا شىء جميل

ولكن فى بعض الأحيان يجب التقدم المفاجأ

كمثل القبض على العنق فقد كدت أن تموت فى هذه الحالة يجب التقدم فجأة وبسرعة...

noon kiko said...

ان تتقدم تدريجيا افضل من الاتتقدم ابدا..او من ان ترجع الى الخلف..
القصه جميله يا دوك ومختلفه كالعاده
شعرت جدا بإستضعاف المقبوض على رقبته لنفسه..ورغبته الملحه فى مقاومة ضعفه برد فعل ولو بسيط
القصه جميله ومختلفه مثل عادتك فى الاستئثار بكل جديد
ارجو الا تغيب كثيرا عن الكتابه مجددا

Unknown said...

لا.....التقدم التدريجى فى الحالة دى مش كويس

حسيت بالتشفى فى جملة انت تتقدم تدريجيا..هو مهزوم ومدحور اوى من غريمه اللى كان ضاغط على رقبته اوى اوى وسابها بمزاجه عشان كدة لا يعزيه التقدم التدريجى ابدا

انا حاسة بيه على فكرة..هو عايز يخنقه جامد اوى..عايز ياخد حقه..هو دلوقتى متهان ومظلوم ومكتئب..مش معقول احساس العجز والمهانة اللى معاهم لا يجوز ابدا انى اقوله متزعلش انت بتتقدم تدريجيا

معرفش بس انا حسيت نفسى مكانه لانى برضو مش عارفة اخد حقى وبلوش كدة من بعيد...بس فعلا لو حد قالى برافو بتتقدمى تدريجيا هاكل زمارة رقبته

طبعا القصة مش انا اللى اعلق على الاسلوب ولا الحاجات دى لكن كفاية انى كنت بلهث بشدة بعد ما خلصتها..وعطشانة اوى دلوقتى على فكرة

يللا سلام هروح اشرب

أسما said...

انا قلتلك قبل كدة، من اول يوم قريت فيه المجموعة و انت اسلوبك بيفكرني بالجاجظ و اميل حبيبي ف قلب اصعب المواقف الي هزل، يعني بتعرف تجمع الحاجة اللي تضحك و تبكي ف وقت واحد، هو مهان و ضعيف و انت نازل تريقة، لكنها تريقة جدّ، و عالجرح تمام، و تهللك من الضحك، ومن الأخر ف الجووووووون
:)

ayman_elgendy said...

جامد الكلام ده

خالص مودتي

جمال عمارة said...

فكرة المقاومة العبثية من الأفكار الجميلة التي تعطي للإنسان شموخاً. فحتى إذا كانت القوى المقابلة له عاتية، فإنه يظل يقاوم.. وحتى إذا كانت المقاومة لا طائل من ورائها.. فهي أفضل بالقطع من الاستسلام..

وبصراحة تعبيرك عن هذه الفكرة كان مبتكراً.. ولغتك سلسة وجميلة.. وتكرارك لدعوة الضحية للتمسك بالأمل.. والابتهاج بالتقدم التدريجي "الضئيل" تعيد التركيز على المغزى الأساسي من القصة.
ورغم هذا، في بعض الأحيان، شعرت أنك "تستهزئ" من جهود الضحية في المقاومة :) وكأنك تقول له "إنت بتعمل إيه.. مفيش فايدة"..

أحمد الشمسي said...

د. إيراهيم: سعيد بالتعليق وبالزيارة، في رأيي التقدم التدرييجي هو تمييع للموقف. اتخاذ موقف حاسم هو السبيل للتقدم الحقيقي.

أحمد الشمسي said...

زهرة: هو مشكلتهانه بيضحك على نفسه يا زهرة

أحمد الشمسي said...

إنجي: تمام كده... انتي وصلتي تماما يا إنجي.

بس هو في الحقيقة انا اكتشفت اني مش ضروري احجر على وجهة نظر القارئ، اللي عايز يديها حبة تفاؤل ماشي، اللي وصل لإحساس القهر والعجز ماشي، اللي وصل لانه مافيش حاجة اصلا اسمها تقدم تدريجي واي تقدم لازم يبقى بخطوات حقيقية لقدام ماشي برضه

أحمد الشمسي said...

إيزولد: والله أكتر من واحد نبهني لمسألة السخرية الموجودة عندي دايما من أي حاجة، لدرجة ان اللي بيقرالي ما بيعرفش قد ايه انا ممكن اكون كئيب احيانا... بس على اي حال، متشكر جدا لإطرائك.

أحمد الشمسي said...

أستاذ جمال: أنا فعلا بستهزئ من جهود الضحية زي ما حضرتك قلت كده من عبثية اللي بيعمله. التقدم التدريجي بشوف انه منطق الضعيف يا أستاذ جمال.

عمرو said...

إبسط يا معلم.. أهو كله بيشكر
أسيبك أنا؟ لا طبعا
على فكرة فيه مشكلة.. هع هع هع
الواحد من العنوان على أول نص القصة بيعرف إن البطل ده راجل مستكين ومسالم
يعني الباقي مش فيه مفارقة ولا اي حاجة

هع هع هع
خلصنا عليه يا باشا

أحمد الشمسي said...

ما خلصناش عليه ولا حاجة يا عم الحاج.. انت قاعد تقولي القارئ هيحس وهيعرف ومش عارف ايه... طب واللي بيعلقوا دول مش قراء؟! نسألهم حد فيكم ضايقه العنوان في حاجة؟ هم بقى يردوا عليك يا حاقد

عمرو...
اطلع بره مدونتي.. برررره

هههه

أسما said...

و اضح انك مش فهمت قصدي، ده مش اطراء يا افندم، و ان كنت تستحق الاطراء. انا اللي حسيته ف اسلوبك انك من كتر الهم و الكآبة بتتريق، و علي فكرة ده مش من عبقريتي ولا حاجة ، انا علي طول بضحك و بنكّت حتي ف احللك الظروف و الناس دايما حسداني علي الروقان ده، و ما يعرفوش اللي فيها، يمكن عشان كدة بس انا فهمت كدة و غيري شايفها مجرد سخرية
:)

أسما said...

آه صحيح، عمرو ما لكش دعوة، العنوان ما حرقهاش، علي جنب شوية لو سمحت... ايوة يا احمد، كنا بنقول ايه؟
:D

عمرو said...

إيزولد
ما بلاش اللون ده معايا
ماشي
عموماً أنا فهمي القصصي أكبر بكتير من فهمك, وأنا باتكلم من واقع كتابتي لفن القصة لما يزيد على السبع سنوات. يا شاطرة ياللي لسة بتحبي في عالم الأدب روحي إلعبي بعييد
هههههههه

أحمد الشمسي said...

يا عمرو بلاش لو سمحت تكلم زوار المدونة بتوعي انت عارف اني بحبابقى مسيطر في مكاني... خلي كلامك معايا انا هنا..

وش مطلع لسانه

ponpona said...

الأمر هكذا اذا
العنوان يضحك , يخبرك أن افعل ما شئت
ثم اخبط رأسك رأسك ف الحائط
وهو يضع ساقا فوق اخري , يبتسم
ويواصل الاستهزاء.....
حسنا صديقي لكنه يتقدم
ف المره القادمه سيكون قويا بما يكفي
فلن يتمكن هذا السخيف من أن
تكون قبضته قويه الي الحد الذي
يمنع الهواء من المرور....


انه تدريجيا يتقدم
قد بكون تدريجيا .... لكنه تقدم





.......

أبنوسة said...

صباح الخير

تقبل وجودي الاول هنا

النص جميل جدا جدا

لم اتوقف عن قراءته حتي اخر نقطه

صافي الود