على هامش منظومة السحق

الحياة في هذه البقعة من العالم هي حياة في منظومة متكاملة من السحق.

تذهب في الصباح إلى العمل لتدخل في معاناة مع “هامش” حركة ضيق يتحكم في اتساعه مدير مصاب بجنون العظمة.

تعود إلى البيت فتقرأ عن خالد الذي سحله المخبرون فقط لأنه اعترض على تفتيشه بدون سبب، وتفكر في رد الفعل المناسب الذي يجب أن تتخذه عند أول تفتيش روتيني في الشارع.

تجلس قليلا أمام التلفاز لترى خبرا عجيبا عن تشكيل عصابي يسمي نفسه “دولة"، تتهجم على السفن في عرض البحر، وتقوم بإنزال قوات كوماندوز على خلق الله العزّل في مياه دولية، وتقول لك ولكل المهتمين بالإنسان في العالم: “طز”!

أنت مسحوق هنا بالقهر الذي يمارسه المدير والدولة والعدو، مسحوق تحت أقدام “كلام الناس” وكلام أصدقائك عن أفكارك المختلفة، وسؤال الناس عن تأخر زواجك، وبرغبتك الملحة في تطوير نفسك، أنت مسحوق – حتى – بالروتين اليومي نفسه.

هذه المدونة – والكتابة عموما – كانت مساحة جيدة على هامش هذه المنظومة، وهي مع الأسف تضيق شيئا فشيئا…

أشعر بالخوف من أن تختفي هذه المساحة أيضا.