في لحظة ما تخلو القاهرة من ابتذال الزحام، وتفاجئك بمشاهد مدهشة.
(1)
سائق الميكروباص، الذي هو عادة كائن بصوت مرتفع، وبسباب مستمر، كان هذه المرة لطيفا لسبب ما. ثم ليزيد غرائبية المشهد، فاجأ الجميع بتوزيع (العسلية) مجانا، وقبل حتى أن يحصل على أجرته.
رجل واحد فقط أظهر فرحة ما بالحلوى، وقال للسائق إنه كسب للتو أجر إفطار صائم.
بعد دقائق كان المشهد هكذا:
السيدات يستخرجن السندوتشات المختفية في مكان ما من حقائبهن، والرجال يبحثون في جيوبهم عن باكيتات البسكويت، والرجل الصائم يرفض كافة العروض التي تنهال عليه بإلحاح.
أطفال الميكروباص أيضا أرادوا المشاركة في سباق إفطار الصائم هذا بالعسلية التي حصلوا عليها للتو من سائق لطيف على نحو مدهش.
(2)
المترو ليس مزدحما جدا، لكن لا توجد مقاعد شاغرة.
العجوز دخل للتو، قبل أن يلمحه فجأة رجل كبير آخر، لكنه ليس شيخا كبيرا. قام الرجل من مكانه ليفسح مجالا للعجوز. كان هذا قبل أن يلمح شاب في المترو رجلين كبيرين يتعازمان على مقعد.
- والله ما هيقعد غير مكاني.
قالها بكرم صادق. لكن الرجل الكبير رفض، وقال إنه لن يفرط في الثواب بسهولة. أخذ كل منهما يلح على العجوز ليجلس، وكان الأخير يصرخ:
- مش هقعد، ارجعوا أماكنكم، أنا نازل… والله العظيم نازل.
كان في العربة واقفون كثر. لكن أحدا منهم لم يجرؤ على الاقتراب من كرسيين فارغين يقف بالقرب منهما ثلاثة رجال يتعازمون على واحد منهما.
(3)
بائع جائل دخل الباص بكيس أسود في يده. ثم قال بصوت مرتفع:
- I have a surprise
صمت تام. لا شيء سوى رؤوس مرفوعة وعيون مصوبة ناحية بائع جائل يخبرنا عن مفاجأة بالإنجليزية. ثم وكأنه لاحظ الدهشة فقال بطريقة مسرحية:
- Oh yeah!
رفع الكيس الأسود وقال:
- The surprise is here in this bag
اخترق الصمت بعض همهمات من الركاب، ثم علا صوت أحدهم:
- يا عم شوقتنا، ايه اللي معاك؟
قال الرجل وهو يتصنع نظرة غاضبة:
- Surprise is about timing! Be patient.
ثم راح يستخرج مفاجأته من كيسه الأسود:
- عسلية!
بعد دقائق، أصبح المشهد هكذا:
باص كامل، بركابه الجالسين والواقفين، يأكلون أصابع العسلية التي دفعوا فيها ثمنا بخسا، ويتبادلون ضحكات وابتسامات حصلوا عليها بلا مقابل يذكر.
9 تعليقات:
إقتناء رائع للقطات تستحق الأقتناء
الفرق الذي تصنعه الأشياء البسيطة
هي لآلئ لا يكتشفها إلا غواص ماهر.. و رغم أن لؤلؤة واحده تكفي لنسيان ألم الحياة إلا أننا لا نري و إذا رأينا لا نرضي
الدروس المستفادة من القصة دى اننا عرفنا ان مفيش عسلية بتتاع فى سوهاج
:)))))
التقاط رائع لمشاهد احلى
يابني حرام عليك اللي بتعمله فيه
مصر لا زال بها خير كثير يا اخي. و سيظل إن شاء الله
أحمد الطايل
ثلاث لقطات رائعات ......للحبيبه!
Le succès .. J'espère que le nouvel écran est toujours
Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours
Post a Comment