...تحرك لزمن قصير



تنجذب إليها...

لكنك تكابر..تحاول أن تنكر، وتحاول أن تقنع نفسك أنك أكثر نضجا من هذا..تتشاغل بالحديث إلى ذلك الذي يجلس إلى جوارك، بالنظر عبر النوافذ، أو بالغناء والتصفيق مع الذين يملأون الدنيا ضجيجا في الكراسي الخلفية..

لكنك رغم كل هذا – وعند أول لحظة صمت – تعاود النظر إليها من جديد...

تتساءل عن السبب الذي يجعلك تميل إليها هذا الميل، وأنت الذي طالما اعتبرت شعورا مثل هذا ضربا من العبث...

أهو جمالها الهادئ؟! رقة ملامحها؟! عذوبة كلماتها؟!

أم أنها طابقت نموذجا رسمته في خيالك؟!

ما الذي حرك ذلك الساكن بين ضلوعك؟!

تستسلم أخيرا لفكرة ترضيك..وتقنع نفسك بأن "الأرواح جنود مجندة"...

تسأل الجالس بجانبك عن اسمها فيخبرك..تضحك من نفسك..تقول: "كان لا بد أن أعرف!"...
وماذا سيكون اسمها إن لم يكن هذا؟!

- ممكن اقرا المجلة اللي كانت معاكِ من شوية؟

تستغرب اندفاعك..لم تتعود من نفسك هذا التحرك..وأنت الذي تعودت التظاهر بالثبات..

لكنك تسعد حين تراها تبحث عن طلبك:

- يا بنات.. مين فيكم معاها المجلة بتاعتي؟

ويسعدك أكثر أن تقدمها لك بابتسامة جميلة هادئة...

تقلب صفحات المجلة، وتمر بك أيام الرحلة..تندم على أنك أجلت التحرك..أو أجلت التفكير في التحرك كل هذا الوقت..

تسأل نفسك عن التصرف المناسب القادم، تحاول القبض على أفكار خبيثة –تحاول التسلل إلى دماغك- ليس أقلها أن تطلب منها رقم هاتفها المحمول..

تفكر أن ابتسامة أخرى منها ستدفعك في اتجاه مناسب..ترد إليها المجلة، فتأخذها بنفس الوجه الباسم.

توقظ النائم بجانبك..

- معاك ورقة؟

تبدأ في تقطيعها قطعة قطعة... " أكلمها.. ما كلمهاش..أكلمها..ما كلمهاش"..

لكن كلمات السائق تقاطعك:

- حد هاينزل هنا؟

عندما تعلن هي انتهاء رحلتها..تكاد تستوقفها وتمنعها من النزول..لكنك تكتفي بملاحقتها بعينك.. تمنحك نظرة مودعة قبل أن تغادر.. ترمي أنت الأوراق من يدك..يعود ذلك الخجول بين ضلوعك إلى سكونه، وتعود أنت إلى وقارك الذي بدأت تمله..وإلى ثباتك الذي بدأت تكرهه.

19 تعليقات:

Ahmed EIssa said...

أنت واحد هبقري ..بتاخد مناظر صغيرة قوي بتصيغها بطريقة جميلة جدا جدا..صعب جدا الموقف ده ميكونش حصل مع حد قبل كدة..انا شخصيا حصل معايا..واكتر حاجة تضايقك بقي انم فعلا كنت في قمة التردد..!!

Ahmed EIssa said...

سوري قصدي عبقري

elgharep said...

أحد القصص العاطفية القليلة والتى أعجبتنى للغاية
التردد التردد هل هو كرامة زائفة أم أنها أحترام للذات مبالغ فيه
أحييك شمسى

Unknown said...

طريقتك في السرد حلوه جدا, وفعلا التردد مشكله كبيره بيضيع مننا حاجات كتيره حلوه ومهمه.

Ahmed EIssa said...

واضح علي فكرة تأثرك الشديد باسلوب الدكتور احمد خالد توفيق..كلنا هذا الرجل..حتي هذه اللحظة هو من احد كتابي المفضلين!!

أحمد الشمسي said...

أحمد بك عيسى:
شوف ياباشا...
أحمد خالد توفيق كاتب مشهور بين أوساط الشباب بالذات، بس الشيء الأكيد اني مش متأثر بيه لسبب بسيط: اني عمري ما قريتله!
بس أنا متشكر جدا على حكاية "هبقري" قصدي "عبقري" دي... الكلام ده بيحرجني والله!

إسراء:
إن كنت ذا رأي، فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تترددا (شاعر معرفوش)

الغريب:
أعتقد أنها لا هذا ولا ذاك يا عم غريب! التردد ناتج عن حاجة سخيفة اسمها الخجل... الخوف من أنك تفقد وقارك وثباتك. شكرا

صاحب الشباك said...

ايه الحلاوه دي


انا اول مره ادخل بلوجر


واقراه للاخركده

FemTo said...

موضوع بيتكرر مع الكل تقريبا والواحد بيبقى فيه فى صراع فالخطوة القادمة قد تكون مكسب او خسارة فالتردد بيظهر..بس سؤال لو كانت استنت للاخر كنت حتعمل ايه وليه؟

الأميره أوسه said...

أحييك على هذه القصه
سهلة المعانى لكنها مؤثره
المره الجايه أنزل وراها
و ربنا يستر بقا

عاشقة الوطن said...

ياسلام ياعنى انت بجد
كنت مكسوف تكلمها

ماشى يسيدى بس قصة حلوة وجميلة
ربنا معاك

تحياتى

raspoutine said...

جميل اوى اللى انت كتبته لدرجه انى تخيلتى وشفته ادامى
طيب المره الجايه تخلى عن ثباتك شويه وخليك مرن وشوف قلبك هيوديك لفين

zordeak said...

على فكرة انت بتتكلم عن العبد لله

الموقف ده حصلى قبل كده

انت لقطته وعبرت عنه كويس اوى

وكمان انا فى طب زى حالتك

الكسوف بقى والوقار والحاجات دى

:D

تحياتى

أحمد شعبان said...

الكلاسيكية انقرضت ياشقيق
(:

تــسنيـم said...

كم من فرصة أضعناها بترددنا؟؟
جميلة يا أحمد ومعناها جميل ولكن يتبقى من اللحظة اللي مرت الشجن اللي بيظل في القلب وتأنيب النفس على فرصة ضاعت.

تحياتي

أحمد الشمسي said...

شكرا لكل الناس اللي وجبت معايا...
الفكرة في القصة زي ما كل الناس لاحظت انها بتحصل مع الجميع، لو ما كانش من خلال نفس الموقف فعلى الأقل من خلال مواقف مشابهة بتحصل مع كل الناس، اللي أنا عايز بقى بجد أوجهله اهتمام خاص هو أحمد شعبان... مافهمتش هو يقصد اي كلاسيكية بالضبط، كلاسيكية القصة ولا كلاسيكية البطل؟
لو انت بتتكلم على كلاسيكية القصة يبقى استنى مني أعمال في منتهى الفانتازيا والحداثة ان شاء الله، ولو على البطل (اللي هو في جزء كبير منه أنا) يبقى ما تستناش حاجة خالص!

Ma 3lina said...

و انا بقرا البوست جه فى دماغى اغنية على البساطة البساطة معرفش لى مين و ليه

بس بجد البساطة اكتلر حاجة بتميزك

اوحش حاجة ان الواحد يبقى متردد فى حاجة لان ممكن تندم يبقى تاخد القرار على طول و خليك شجاع شوية باه

Amr Ahmed said...

يعني والله يابو حميد
انا شامم ريحة قصة حب

لو كان ده انت
يبقي تاكد الاول
وان شاء الله
ربنا هيوفقك ياااااااارب
وتنتهي علي خير

وتعزمني في الخطوبة
يللا ياعم هيص

تحياتي

قصاقيص said...

مش عارفة اقولك "برافو" ولا "حرام عليك" انت بتحسسني كانك كامية فوتوغرافيا وبتلقط منظر وبتوصفه جوا وبره
بجد احمد عيسي كان معاه حق لما قالك "عبقري"اما انا فهكتفي بالقرايه وتكررارها
رائع يادكتور

Anonymous said...

hey very good blog my dear friend sunny go ahead congratulation c u man in the ....hospital abo3omar