رغبة في حك معصم




رمقهم فإذا هم ملتصقون بكراسيهم تتدلى أياديهم أمامهم وقد ثبتت أعينهم بحيث تصوب نظرها إلى ذلك الواقف هناك.

شعر برغبة في حك معصمه...

تحرك في مكانه، حرك رجليه، وقف، باعد بين معصميه ثم جلس.

لم يشأ أن يسمع للمحاضر، فهو ليس هنا بإرادته على أية حال.

أعمل أظافره في معصمه...

تساءل عن الوقت الذي سينتهي فيه من محاضرته، حملق في الساعة مستبطئا حركة عقاربها. وجدهم يقفون استعدادا للمغادرة، بدؤوا يتحركون في جماعات حركة متثاقلة.

راح يدافع أجسادهم حتى يتمكن من الخروج، اضطر أحيانا لأن يحني ظهره ليمرق من فرجة يتركها أحدهم بين رجليه، تقافز على الطاولات أحيانا أخرى، وصل إلى الباب، تجاوزه... وتوقف.

باعد بين معصميه، حرك رجليه، وتنفس بعمق.

أخرج من حقيبته علما، أضرم فيه النيران، لوح به، ثم رفعه ليحترق عاليا.

وقف الجميع يرمقونه...

كان يعلم أنه بهذا لن يفك قيد شعب أسير ولن يحرر أرضا محتلة، لكنه مع ذلك سمع أصواتا لفولاذ يتحطم، وأبواب تفتح، وشرائط لاصقة تنزع.

تحرك زملاؤه نحوه، تخلوا عن تثاقلهم، هاجوا، رفعوه على الأعناق، هتفوا، وقف هو على الأكتاف...

باعد بين معصميه، وفرد ذراعيه ليطير، لكن أيد قبضت على معصميه فوقع.

8 تعليقات:

MAKSOFA said...

انا عندي تعليق مختلف
لا يختص بجمال القصه من حيث الفكره وأسلوب تناولها

ولكن بصراحه انا خايفه لحد يجمع قصصك دي ويعملها مجموعه قصصيه
شوف طريقه تحفظ بيها حقك وقول لي انا كمان عليها لأني بصراحه موش عارفه

وما أكثر اللصوص

يا مراكبي said...

ما زلت أحييك على الأفكار الجميلة ذات الحداثة التي لم تستهلك بعد

أرجو ألا يكون إحساسك هو نفس إحساس بطل القصة كما شعرت

تحياتي

قصاقيص said...

حلو العنوان.....مش عارفة انا صح ولا غلط في احساسي بيه...انا حسيت انه بيعبر عن دوافع بطل القصة وبيصور تأثير تصرفه
عموما هي حلوة وفيها جملة فكرتني ببيت للأستاذ أحمد مطر.....لما قلت"إضطر أحياناً لأن يحني ظهره ليمرق من فرجة تركها أحدهم بين رجليه"...افتكرت أحمد مطر لما قال"فإني أبالغ في الإنحناء كي أزرع القنبلة"0
"

كراكيب عادل said...

جميلة القصة دي بجد كنت متلهف لكل سطر وكل كلمة فيها


تحياتي

أحمد سلامــة said...

الله الله على أسلوبك يا ابو حميد
والله متمكن بجد
من غير رغي كتير
هو ده اللى اسمه فن القصة القصيرة
تحياتي لك ولاختيارك فيلمى
crash , first 50 dates
في الافلام المفضله

أحمد الشمسي said...

شكرا لكل الناس اللي شغلت دماغها وعلقت، طبعا انتو ملاحظين ان نسبة التعليقات عندي في النازل، لذلك أي تعليق بيبقى زي الكنز في ظل حالة الجفاف دي.

مكسوفة:
تعرفي انك خوفتيني؟ بجد والله! أنا ما كنتش عامل حساب حاجة زي دي، وهي مالهاش طريقة إلا ان الواحد يسجلهم باسمه في الشر العقاري مثلا!! لكن على أي حال... ربنا يستر!

الباشمهندس:
وأنا ما زلت أرحب بك ضيفا عندي وأرحب بتعليقاتك الجميلة. أنا إحساسي هو دايما إحساس أبطال قصصي، ربما تكون القصص ما حصلتليش بالضبط لكن كلها فيها مني بشكل أو بآخر، تحياتي!

مي:
وانت كمان بتحبي أحمد مطر؟ عظييييم!

عادل:
الله يخليك! نورني دايما

أبوحميد سلامة:
ربنا يكرمك!

vision said...

ش اول مره ازورك لكن اول مره اعلق

انا كنت بتابع تعليقاتك ..بجد اخاف اقول روعه لتفتكرنى ببالغ خلينى اقوللك انها جميله ونعجبتنى اوى ومدونتك جميله كمان بس هاه ملي شدعوه سلاام

Unknown said...

جميله اوي ياحمد.
كل حاجه فيها جميله, فكرتها , اسلوبها, كلها علي بعضها.