مبدئيا أعلن من موقعي هذا استعدادي التام لتلقي بصاق الزوار على وجهي إذا أخبرتكم أنني شاهدت فيلما آخر للمدعو خالد يوسف!
كان آخر الأفلام الجيدة التي شاهدتها لهذا الخالد هو "جواز بقرار جمهوري" رغم بعض التحفظات على موقفه من النظام، لكنه كان متماسكا وخفيفا واضح الفكرة وبلا استفزازيات فارغة!
الآن خالد يوسف يصنع أفلاما مبالغا فيها.. نعم مبالغا في كل شيء فيها، في أداء الممثلين، في الأفكار الزاعقة، وفي الوقاحة أيضا والتي يسميها هو "واقعية".
ستسمع خالد يوسف في كل لقاء يملأ الدنيا ضجيجيا عن "واقعيته" التي يبشر بها وكأنه نبي هذا الزمان، ولكن الواقعية التي أعرفها - على الأقل بصفتي كاتب قصة قصيرة - هي تلك التي لا تتعارض مع القيمة الجمالية، وإلا فلماذا تتجاهل السينما مثلا أن الأبطال يدخلون الحمامات ليقضوا حاجاتهم؟! ببساطة الواقعية مفيدة، لكنها لا يجب أن تصدم المشاهد بالقبح حتى لو كان هذا القبح واقعيا.
في فيلمه الماضي "حين ميسرة"، أذمر أنني تحدثت كثيرا مع أصدقائي عما أسميته حينها "القماءة الواقعية"... حيث الحوار يمتلئ بـ "يابن الكلب" و "يا واطي" وخلافه ورغم أنه لم يكن لدي أي اعتراض أخلاقي على مشاهد "غادة وسمية" خالدة الذكر فإنني لم أر لها أي لزوم في السياق الذي كان سيكتمل دونها.. (إلا إذا كان خالد يريد أن يزيد من معلومات المشاهدين ويريد أن يخبر الناس أن: في ستات زي كده في الدنيا... شكرا على المعلومة).
هذه المرة أيضا نفس القماءة... زائد: تشوش في الرؤية لم أعهد له مثيلا... أنت لا تعرف هل هو ينظر إلى الشيطان باعتباره إلها؟ هل يتعاطف معه؟ هل ينحاز له؟ ستسأل نفسك كثيرا عن: ماذا يريد الفيلم أن يقول وصدقني لن تصل لإجابة.. الفيلم نفسه لا يعرف ماذا يريد أن يقول! هو يقول الأشياء وعكسها في آن! مجرد صدمات يلقيها المخرج والمؤلف في وجه الجمهور.
هذا بالإضافة إلى الاعتماد على تيمات مستهلكة وقديمة و Cheesy كما يقول الأمريكان... تصور مثلا أن أقصى قدرات هذا الـ"شيطان" اليوسفي الجديد هي أن يبعد عنه مجموعة من الكلاب بنظرات من عينيه أو أن يتحكم في حركة الكرة على الروليت. وكلها مشاهد مضحكة أكثر منها دالة، لأن تنفيذها أصلا كان فقيرا والجرافيك فيها كان مثيرا للشفقة!
انظر معي المشهد التالي: الأم العاهرة لا تجد ما تلعب به على طاولة القمار، فتتصل بابنتها: "البسي واتزوقي وتعالي" ثم تسلمها - تبيعها - بيديها لأحد أثرياء الخليج في الكازينو وسط دموع البنت والأم، ثم بعد أن يفشل الخليجي في اختراق بكارة الفتاة تخرج فرحة لتأخذها أمها بالأحضان والبنت تقول فرحة: "اطمني يا ماما، أنا لسه بنت، ماعرفش يعمل معاي حاجة" وتأخذ الأم ابنتها بالأحضان وتعزف الموسيقى النشيد الحميمي للعاهرتين: الصغيرة والكيرة، البنت والأم!
يع ثم يع ثم يععععع! أكاد أمنع نفسي من التقيؤ بصعوبة وأنا أتذكر هذا المشهد، والله العظيم ليس لمشكلة أخلاقية مع الحوار وإنما لأنه ينافي أبسط قواعد المنطق. هل يعقل أن تستسلم البنت بهذه السهولة؟!، ثم لو فرض واستسلمت في ذهول، هل يعقل أن تكون أمها هي أول من يفرح لهذا لخبر السعيد، وهل يعقل أن تعود البنت لأمها "لتبشرها" بهذا الخبر السعيد وتدخل العناية الإلهية لإصلاح ما أفسدته الأم؟ والله لا أجد تعبيرا أصدق مما قاله أحد المشاهدين من جمهور الصالة بعد هذا المشهد تحديدا:" إيه الزبالة اللي بنتفرج عليها دي؟"
كفاية كده... خسارة الكلام في الفيلم ده!
9 تعليقات:
مشوفتش الفيلم ومش حشوفه، ومشوفتيش أفلامه التانيه ولا معظم الأفلام الحديثه في خلال السنه إلي فاتت
الواضح إن السينما غارت من الفيديو كليب ولاقت إن الحقاره والدناءه (إلي بيسموها الواقعيه) هي إلي بتكسب فلوس
الجمهور زيه زي كل حاجه في البلد، إنهارت أذواقه وقيمه، فبدأت السكاكين تكتر عليه، وبقي كل إلي ملوش شغلانه بيسمي نفسه مخرج واقعي، وكل جزار معاه فلوس بقي يعمل شركة إنتاج، وخلاص هو دا الفن إلي حنشوفه من هنا ورايح .... فن النظام الهابط
تحياتي
حد قالك تشوفه
وكل سنة وانت طيب وعيد ميلاد سعيد
I see u r wasting no time during ur vacations... u go to the movies :D , good 4 u... it's good to have fun, but not with Khaled Yusuf. I really like the reviews u give, u could b a critic someday, who knows. Happy Birthday too.
وجهة نظري:
لا مش قوي كده، بالعكس السينما الجديدة بدأت تتعافى وبتعمل شغل حلو وأفكار جميلة بتقنيات ظريفة، ما نقدرش نعمم!
محمد عبد الغفار:
شكرا جدا على التهنئة، تصور يا أستاذ محمد عيد ميلادي يعدي عليا وأنا في الوضع "كتفا سلاح"!! دراعي مش حاسس بيه خلاص من شيلة السلاح، أنا مالي أنا ومال الأسلحة؟!
Isolde:
والله يا ستي الواحد مش عارف يقولك ايه؟ ربنا يجبر بخاطرك، هو مش نقد قد ما هو انطباعات تفصيلية شوية، ومعاكي حق أنا قررت من ساعة ما دخلت الجيش اني ما ضيعش أجازاتي، انت بقالك مدة ما كتبتيش حاجة ليه؟
اه انا فعلا سمعت انى الفيلم قمة السفالة
بس هنقول ايه هى الحاجات دى اللى بتنجح
ربنا يهديهم
العنكبوت الأحمر يقول:
إيه ده يا خراشي يا خراشي هي :
السينما بقت سوهاج أوي كده ...لا مؤاخذة قصدي سوفاج أوي كده؟؟؟؟
إيه يابو حميد ماحال البلد واضح وهو ان مفيش أي حاجة واضحة وزي ما بقول دايما نفسي أعيش أو أعمل أو أتعامل في أو مع مكان أو هيئة أو ناس وأحس إني فاهم الإدارة عاوزة إيه؟؟
أحمد انت مش في الجيش طيب هم عاوزين إيه صحيح ؟؟
بالمناسبة:
لوا الجنود .....صفا
سلام يابرنس
صفا واسترح
خالد يوسف مخرج مزعج
بغض النظر عن اي اعتبارات اخلاقية اوي حتى جمالية والله فانا بحس بالانزعاج وانا بتفرج على افلامه
بيجيلي حالة توتر والله العظيم مش سخرية او مجاز
من اول فيلم شفته ليه وهو فيلم العاصفة لحد حين ميسرة ومرورا بدرتيه خيانة مشروعة وويجا لكن انا اتعلمت الدرس كويس اوي ومشفتش الريس عمر حرب ده
التوتر ده تقريبا سببه التشوش واللا منطقية واللا فنية والفجاجة والمباشرة والقئ اللي بيملى بيه الفيلم يعني حتى لو شال المشاهد اللي بتعتبر قذرة من الناحية الاخلاقية هفضل انزعج برضه لانها مكناتش سبب انزعاجي الرئيسي حيث ان المفروض مراهق زيي ينبسط بافلام خالد يوسف لكن كون مراهق زيي لا يستفيد منها شئ ولا ينجذب لافلانه المملوءة بيها يبقى اكيد الراجل ده سره باتع انه قدر يخلليني اغض البصر عن سمية وغادة وهما في اعظم واكثر تجلياتهم الجنسية فتنة
مش يمكن دي رسالته؟؟؟؟؟ :p
أولا يا حمادة
لا أوافقك الرأى فيما ذهبت إليه من القماءة الواقعية لسببن أننى أرى أن حرية التعبير تحتمل كل رأى وكل فكر وكل توجه ثانيا ما يفعله المخرج خالد يوسف ربما كان مبالغا فيه لكن لديك حقيقة صادمة هى التى لا يمكن أن نهرب منا هى أن واقعنا سىء ومؤلم ليس واقعنا وحدنا لكننا بالطبع لدينا القدرة على التعبير عنه ربما نختلف مع المخرج على طريقة التعبير لكن فى النهاية نشكر له رغبته فى تقديم سينما مغايرة
بحييك يا أحمد على كلامك
انا صحفية كتبت في النقد الفنى لفترة بسيطة
ولسة شايفة الفيلم قريب
وكتبت عنه حاجة هنا...
http://walaa-elshamloul.blogspot.com/2009/03/blog-post_9528.html
ويا ريت تقول لى رايك فى تعليقى على الفيلم
Post a Comment