أنا لا أرتبك فقط... بل إن شبرا واحدا من الماء يكفي ليجعلني أخبط بيدي وقدمي وربما أصرخ طلبا للمساعدة على طريقة أفلام الكرتون!
لكنني أعرف أن مصطفى سيأتي كعادته ضاحكا، ليقنعني أن الأمور أبسط مما أتصورها!
أعرف تماما أنه يبالغ في تبسيط المشاكل – تماما كما أبالغ أنا في تكبيرها – وأعلم أنها غالبا ستتعقد بدرجة سيكون مصطفى نفسه عاجزا أمامها، لكنه مع ذلك ذو تأثير سحري علي في هذا، إذ سرعان ما أجد نفسي اقتنعت وتسرب لي الإحساس بأن الأمر لا يستحق العناء.
مصطفى هو الرجل الذي أثق تماما بأنه موجود عندما أحتاجه في مشكلة، تخيل كيف يعطيك هذا شعورا بالأمن؟! إنه شيء يشبه أن تسير برفقة "بودي جارد" في شارع مليء بالبلطجية... منتهى الأمان!
ربما لهذا عندما اتصلت أختي منذ أيام بي وأنا في الجيش، تخبرني بأن أمي مرضت، قلت بسرعة:
- "وانت بتتصلي بي ليه؟! أنا هاعمل ايه دلوقت؟! اتصلوا بمصطفى عادل!"
الصديق الذي على استعداد لتقديم مساعدة لا نهائية ولا مشروطة، وإلى آخر حدود المشاكل!
مصطفى غريب الأطوار جدا، هو أغرب الرجال الذين عرفتهم أطوارا على الإطلاق! منفتح جدا حينا ومتحفظ للغاية أحيانا أخرى، شجاع حد التهور أحيانا وحريص حد الخوف أحيانا أخرى، سعيد حد الضحك الهستيري أحيانا ومكتئب حد البكاء أحيانا أخرى!
ربما هو لهذا مميز جدا! هو فريد حقا حتى في لغته العادية، مميز في الأفكار التي يطرحها على مائدة حوارنا المنصوبة دوما للنقاش والاختلاف و الـ "خناق" في أحيان كثيرة!
صحيح أن الرجل في أيامه الأخيرة أظهر نذالة فائقة... خصوصا حين رفض إعارتي "مائة عام من العزلة" لأتسلى بها خلال أيام جيشي الصعبة:
- أسلفك كتاب شاريه بـ 60 جنيه؟! الكتاب ده للإيجار مش للسلف!
- ماشي يا مصطفى... ابقى خلي "ماركيز" ينفعك!
وتزامن هذا مع تحوله إلى "بيزنس مان" كبير ودخوله عالم التحاليل الطبية المفضي إلى الثراء السريع، إلى الدرجة التي جعلته يتحول إلى جامع أموال، ويهجر الأدب والقراءة، ويهجر الكتابة، لتبقى أفكاره الوجودية العميقة مؤجلة حتى إشعار آخر!
مشكلتي مع مصطفى أني أشعر نحوه دائما بالتقصير، أشعر أنني لم أقل له "شكرا" كبيرة بحجم يده الممدودة لي دوما بالعون والأفضال، بحجم امتناني له على تيسير سبع سنوات من الشقاء في كلية الطب... لكن يحضرني الآن قول رسولنا عليه الصلاة والسلام:"من قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد أجزل له العطاء".
حسنا... جزاك الله خيرا يا مصطفى... جزاك الله عني خيرا!
6 تعليقات:
و الله انتوا باين عليكوا صحاب جدعان و الحقيقة انا خايفة احسدكوا انا شفت صحاب كتيييييييير بس ما كانوش جدعان لدرجة اني شكيت ان العيب في انا بس اللي و صلتله بعد العمر ده ان البنات -في العموم- بيغيروا و بينفسنوا و بيبيعوا بالساهل اوي بي عشان ما ابقاش ظالمة انا مؤخرا عرفت بنات جدعان بس للاسف بعد ما بقيت باشك في صوابعي.
دوشتك، بس لو عايز ميت عام من العزلة عندي بس بالانجليزي و هاسلفهالك من غير ايجار كمان لو عاوزها قول "جزر" و انا هابعتهالك
سلام
جزر... جزر... جزر...
carrots.. carrots.. carrots..
بس أنا ماليش في قراية الأدب بالانجليزي!!
على فكرة ده رأي معظم البنات تصوري؟ معظمهم بيكتشفوا ان البنات مافيش بينهم وبين بعض صداقات حقيقية..
الحمد لله على نعمة الرجولة
في الحقيقة أرى أن مصطفى هو رمانة الميزان دائما.. لن أنسى ما حدث حين كنا نصمم واجهة إسطوانة الصوتيات.. وقررت أنا العزوف عن الأمر برمته لعجزنا أمام مشكلة برمجية واجهتنا لأيام . أسندت ظهري على السرير وفي لحظات قال مصطفى وجدتها. علمني مصطفى في هذا اليوم معنى المثابرة
مصطفى هو الشريك المخالف.. الذي يعجبك خلافه وتتمنى لو تدحض حجته..
العزيزأيزولد أنا ممكن أتطوع وأستلف مائة عام من العزلة الإنجليزية.. آه والله ممكن أشيل عن أحمد هذا العناء وأترجمهاله كمان. :)
إمم م م م !!!
دلوقتي كله راح يصيد في الميه العكره
يا سيدي خلص انا قربت أخلص منها ومتقلقش راح اديلك القصة بقروض طويلة الأجل بس لازم تتدفع مش ذي الثلاثة مليون جنيه استرليني اللي سلفتهم مصر لانتجلترا وتناستهم.....
بس على فكرة عندي قصة ظريفة ...
كنت انا واحمد بنعز بعض ذي مبيقولوا من تحت لتحت كده ممكن تقول حبة كسوف متبادل غير مبرر ربما لأن شخصياتنا حساسة بعض الشيء ورغم انني واحمد كان لنا مجالس جدال يومي أيام ثالثة ثانوي بعض صلاة العشاء وكان والد أحمد - الله يرحمه- بيقول لاحمد خلصته التراويح ولا لسه
لكن متعرفش أول مدخلنا مرحلة ثانوي تولد نفس القلق والتقرب للآخر بشكل متردد ظنا من كل منا أن الآخر علاقته بالآخر عادية وأن ارتباط الآخر بغيره أقوى بكثير وعندما يجد كل منا تردد الآخر عندما يتقرب منه يعتبر ذلك علامة لرفض ذلك التقرب فيتراجع قليلاً منتظر الفرصة المناسبة ليحجز له مكاناً قريبا من الآخر إلى أن اصبحنا أصدقاء وبعد مرور أكثر 10 سنين على صداقتنا وفي لحظة مكاشفة على رأي أحمد عرفت ذلك وادهشني انه الآخر كان يواجه نفس المشكلة وكنا حقاً عبطاء
عن ذلك الموقف أذكر مقولة الرسول عليه أفضل الصلوات " إذا احب أحدكم فلانا فليقل له إني احبك في الله"
أحمد " اني احبك في الله"
عمرو " اني أحبك في الله"
أما عن الشكر فلا شكر حقاص على واجب وبعدين نحن لا نأدي فعلا حق صداقتنا ...
بس هي الدنيا كده " الواحد عامل كأنه مربوط في ساقيه"
أما عن القر اللي شغال ده " فا يعني خمسة وهرد عليه بعد خمس دقايق عشان صوابع ايدي الخمسه واجعيني قوي ... خمسه وابقى ارد عليكو"
مصطفى
من اجمل ما قرأت على وجه العموم تلك المكاشفات الشخصية إنها أدب من نوع أخــر غير أدب القصة وأدب النص وأدب القصيدة وتستحق بحق أن تنفرد بجزء في الأدب المعاصر
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن فيها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
أدام الله ما بينكم
:)
قرأت "عمرو " و " مصطفى " وسعدت بمثل هذه العلاقات الإنسانية الراقية التى تكاد تتوارى هذه الأيام .. حفظ الله لكم قربكم وجعله سبيلا لأن يظلكم الله بظله بإذن الله .. سعدت بمدونتك كثيرا لأنك قاص مبدع ذكرتنى بالكثير من الذى مضى .. سأسعد بتشريفك دخل الشتا .
Post a Comment