ورطة جديدة

Question_mark_by_GraveUnicorn

لا أجيد الإجابة عن الكويزات غالبا. وآخر إجابات لي في كويز الجانب المظلم كانت سيئة. كنت صريحا أكثر من اللازم فيما يبدو، متحاملا – بالتأكيد – على نفسي فخرجت النتائج مفزعة.

هذه المرة توريطة جديدة من (إيزولد)، ربما سأنتهزها كفرصة للحديث عن نفسي (وكأن الحديث عن نفسي يهمكم كثيرا). سأحاول الإجابة بجدية وباستفاضة عن هذا الكويز.

- من أنت؟

لو كنت عارف مين انا كنت اقول.

كلي يقين بأننا – عند نقطة ما من حيواتنا – نصادف الطريق الذي سيجعلنا نعرف من نحن. إذا لم نصادفها سنظل نبحث عنها طوال أعمارنا. مشكلتي أنني أعتقد أنني كنت عند هذه النقطة، لكنني سلكت الطريق الخطأ. أحيانا يتملكني اليأس تماما. أحيانا أشعر أنه لا سبيل إلى العودة إلى تلك النقطة، أنني ضعت إلى الأبد.

- ماذا تفعل هنا؟

انطلاقا من الإجابة السابقة. أنا أحاول النجاة فحسب.

- إسرائيل تقصف كل جنوب ممكن بحثا عنك ، أي شمال تقصد؟

أنا لا أجيد الهرب. والظاهر أنني لا أجيد المواجهة أيضا. أنا جنوبي بامتياز، سيبقى في الجنوب انتظارا للقصف.

- أنت مكلف بحذف حرف من حروف اللغة العربية .. أيها ستختار ولماذا؟

أرفض هذا التكليف. علاقتي باللغة علاقة خاصة جدا. أزعم أنني أتذوق حلاوة العربية حين تخرج مضبوطة من الأفواه. وأكره من يمسها بسوء في اللافتات وعلى المنابر. أحب اللغة لأن أبي كان ينطقها شهية طازجة، أحبها في القرآن محكمة رصينة، وفي الشعر موسيقية منغمة. اللغة مرتبطة عندي بوالدي رحمه الله. بالشعر الذي كان يسمعني إياه، وكنت أردده طفلا في المدرسة، فأسمع صيحات الإعجاب والتصفيق. مرتبطة عندي بالقرآن الذي كنت أتلوه على أبي صغيرا في الشارع، وفي السيارة، وفي موقف الباص، وفي محطة القطار في مصر، فأسمع من الناس: “الله يفتح عليك”، وأسمع من أستاذ اللغة العربية السوري في المدرسة الإعدادية: “من أين أتيت بهذه الفصاحة؟” فأجيب بثقة: “من عند أبي”.

- لو قدر لك أن تدخل السجن فما هي القضية التي تتمنى أن تدخل بها إليه؟

ولكني سجين تحت جلدي،
وأنا في الجلد سجين تحت ثوبي،
وأنا في الجلد والثوب سجين في المدينة.
وهي الأخرى رهينة،
لبلاد مستكينة،
خطفت منذ أطلت للحياة!

(من قصيدة لأحمد مطر – بتصرف)

- نحن لا نعيش حياتنا بل نتعلم فيها كيف نعيش. ما تعليقك؟

في مصر لا نعيش، ولا نتعلم. في مصر نموت.

- على مفترق طريق لافتتان ، اليمنى تقول ( إلى حلمك) واليسرى تقول : (إلى ما لم يحلم به البشر) ، أي الطرق ستسلك؟

سأحتار كثيرا، ثم سأسلك الطريق المؤدي إلى حلمي. على الأقل أنا أعرف حلمي جيدا.

هل أعرف حلمي حقا؟!

- بجملة واحدة فقط أكتب تعريفاً لكل كلمة من الكلمات التالية:

- الوطن: مفهوم كاذب يشدنا دوما للوراء.

- الأم: لا تكفي لتعريفها جملة واحدة.

- الليل: يحفظ سر الأحبة.

- الحب: مين ده؟ ما اعرفوش!

- أمريكا: شرطي العالم الغامض. نخافه، ونتمناه، ولا نعرفه.

- المرأة: عدوة نفسها.

- الرجل: عدو المرأة.

- الصمت: الموت.

- الانترنت: المعرفة.

- أختر منصباً واتخذ قرارا؟

وزير الصحة. أسوي بمستفيات البلد الأرض، وأرسل المصريين للعلاج في الخارج على نفقة الدولة.

- قيس، عنترة، جميل…. الذين يقولون شعرا….. وليلى وعبلة وعزة ”صموت”لماذا هذا التغييب للمرأة؟

وهل وجدنا غير الخنساء تقول شعرا وتجاهلناها؟ هي تلاكيك وخلاص؟

- إلى أين تمضي كلمات الحب بعد أن نقولها?

تتبخر. ثم تتكثف. تصنع سحبا، ثم تمطر فوق علاقة حب أخرى. هذه دورة كلمات الحب في الطبيعة.

- هل تجد علاقة بشكل أو بآخر بين المرأة وقطاع الطرق؟

المرأة أكثر خبثا من قاطع الطريق، وإن كانت أقل عنفا.

-هذا فراق بيني وبينك .. متى ولمن تقولها ؟

لم يسبق لي أن قلتها أبدا. ولا أعرف متى يمكنني أن أقول مثل هذا.

-كيف هو غداً ؟

ليس المسؤول عنه بأعلم من السائل.

 

14 تعليقات:

ponpona said...

عارف يا أحمد .. والله انا بحب دماغك دي

بس كده

مساك سكر

تــسنيـم said...

من أروع ما قرأت يا عزيزي الصديق

:)


إنت دماغك متكلفة أووي يا أحمد

.
.

انبهرت أما كل الردود و أعجبتني جداااا

ممتنة أنا للإنترنت لأنه منحني إيـاكم

:)

عمرو said...

أنا منبهر
الإجابات فيها صدق شديد, ودفء عالي.. انت خليت ليلتي سعيدة يا أحمد
أسعد الله كل أيامك
:)

عمرو said...

بس انت قلبتها جد قوي يا عم أحمد وده كان خارج مفهومي عن الكويزات
;)

ponpona said...

خد هنا يا أحمد تعالي
انت ماكنتش عاوز تجاوب ع الكويز .. صح؟
طيييييب .. أنا بقي كل مايقابلني واحد بتاع كويزات هابعته علي هنا دايركت

قال ماكنتش عايز تجاوب قال
تحرمنا ليه يعني نقرا حاجه عدله .. هاه؟
حاجه غريبه والله

مساك سكر كمان مره

أسما said...

والدك، رحمه الله، كان بيقرالك شعر بالفصحة؟ بس... انا كدة عرفت انت مين
:)

انا اكتر ما شدني هنا، و في كتابات كتير ليك، هو علاقتك بوالدك... انا علاقتي بابا برده حاجة خصوصي كدة و هو رباني علي حاجات كتير مأثرة في تكويني النفسي و العقلي( اللي اتشوه مؤخرا طبعا) لحد دلوقتي... انا نفسي اعلق و باستفاضة عن كل كلمة في الكويز ده، لانك فعلا ابدعت فيه، و ربنا يعينني و اورطك كمان و كمان، بس و الله مش قادرة اجمع كلام موزون، انا عندي مساحة للتخاريف بس دلوقتي...انا فعلا عندي مشكلة صحية كدة بسبب اهمالي في نفسي و السفر و الاجهاد زودوها، بجد مش قادرة، انا مودي بيبقي وحش اوي و انا تعبانة و باحس بضعف غير عادي، نفسي مش بدني علي فكرة... ايه اللي انا باقوله ده
سلام

أسما said...

"الفصحي" بتتكتب كدة مش زي ما انا كتبتها في التعليق اللي فات، صح؟

noon kiko said...

ههههههههههههههههه
اكتر حته عاجبانى لما هتبقى وزير الصحه وتجيب المستشفيات الارض
طاب يارب ياخويا تبقى وزير صحه وهنشوف هتعمل كده ولا لا
هههههههههههههه

Unknown said...

انا دلوقتى بسمع اغنية لواحدة كدة اسمها ايميليا الاغنية بتقول ايه

iam a big big girl
in a big big world
it is ot a big big thing if u leave me..

ومزاجى بقى مش عارفة ليه بيفسر كل الحاجات على انها مكتئبة عشان فى حتة كدة فى الاغنية بتقول ايه

why did it have to happen
why did it all have to end

فانا شايفة اجاباتك فيها سنة اكتئاب وانا اى حد احس انه مكتئب الايام دى بحاول انصحه انه ميكتئبش..لذلك عزيزى المستمع ..بصبح عليك..متكتئبش عشان الاكتئاب بيعمل حاجات وحشة فى البنى آدم

ودلوقتى بقى انت فعلا مكتئب وللا انا مود الاغنية طغى عليا؟؟؟

عموما هو فى حتة كدة كمان فى الاغنية بتقولك ايه

It's so very cold outside
like the way I'm feeling inside

فانا بقى دلوقتى سقعانة وهقوم امشى..بقولك ايه..متكتئبش

Anonymous said...

الوطن مفهوم كاذب يشدنا دوما للوراء ليه كده بس انا عايزك بقى تكتب تدوينه خالصه للجمله وأفهم وجهة نظرك
لك وحشه يا دكتور انت وعمرو
دمتم بود وخير وسلامه

الحج / محمد بحر

آيــة said...

آتي هنا على فترات متباعدة ، أستمتع ، و أرحل دون تعليق غالبا .. و لا أعرف لماذا أحرم نفسي متعة المتابعة اذا كان للوجود هنا هذه القدرة على ملامسة ... حاجة حلوة جوه
:)

____

ماذا لو كنت تجيد الإجابة عن الكويزات .. بقى ؟
:)

Anonymous said...

لو الكويز ده بالنسبةلك ورطة ....فبالنسبة لينا كان متعة ....!!!
وعلي طريقة قناة ميلودي :
في الوقت إللي كل الكويزات بتمر مرور الكرام , الشمسي عمل كويز محصلش
وحقق أعلي الإيرادات ما بين الكويزات
رحمة الله علي والدك
تحياتي وإمتناني
ديدي

أسما said...

يعني بالذمة ينفع كل اللي يجي عندك يلاقيك كاتب اني ورطتك في الكويز الكفاءة ده؟! يا سيدي المسامح كريم... نقطة و من اول السطر... مستنيييييييين جديد
:)

جمال عمارة said...

أحمد..

إجاباتك رائعة وممتعة..

وذكرك لأبيك يكاد يفطر قلبي..

أحسن الله إليه لقاء ما أحسن إليك في تعليمك وتربيتك..

أعملك إيه إنت اللي قلبتها غم :)