(!عن المهنة النبيلة وكل هذا الهراء (1- كل عيشا أو عش نبيلا

مبدئيا، أنا موتور. هذه حقيقة لا يمكنني تجاهلها. لي مع كلية الطب ثأر قديم طوال سبع سنوات عجاف. التحقت بها – مثل معظم من فعلوا – لأسباب كثيرة ليس من بينها حب هذه المهنة!

يمكنك إذن أن تعتبر رأيي منحازا، أو يمكنك أن تعتبره محايدا إذا شئت.

سبب كل هذا الاسترسال، ما قاله لي أحد أصدقائي المهووسين بالطب عن هذه المهنة وعن أنها "مهنة نبيلة بل ربما هي أنبل مهنة في الوجود" إلى آخر هذا الـ.... .

مبدئيا أنا لا أعلم شيئا اسمه "مهنة نبيلة".. طالما هي مهنة إذن فهي ليست نبيلة، وأنا – كطبيب – فأنا في أحسن حالات ضميري سأعالج المريض على أن يدفع لي في العيادة، أو أقبض مرتبا من المستشفى في آخر الشهر!

ببساطة، طالما أنت تؤدي عملا لتأكل منه ولتأكل المدام ويأكل الأولاد فهي ليست نبيلة، وآخر ما أعلمه في موضوع "النبل" هذا هو الأعمال الخيرية التي تقوم بها الجمعيات!

هذا من حيث المبدأ، أما من حيث التطبيق، فمهنة الطب – على الأقل في مصر – هي أبعد ما يكون عن النبل! الطب في مصر شطارة مثله في ذلك مثل التجارة، وهو سبوبة جيدة لكسب الرزق إذا استطعت أن تسافر للخارج! (السيد نقيب الأطباء بارك الله فيه وجه دعوة جماعية للأطباء للسفر بعيدا عن هذا البلد وقال: "حد عنده خدامة ترضى بـ 300 جنيه في الشهر؟").

فيا زميلي العزيز يا بتاع النبل والأخلاق الحميدة انت، إما أن تأكل أو أن تعيش طبيبا "نبيلا"، لكن لا تطالب بالاثنين معا!

(في التدوينة القادمة: المزيد من الحديث عن "نبل" مهنة الطب)