ما أتذكره الآن أنني تلكأت كثيرا في قراري بحضور هذه الورشة!
في الواقع، وضعت أمام نفسي كل العوائق الممكنة وغير الممكنة، بداية من خجلي المزمن وحتى الموافقة على إجازة اعتيادية في ظل التعنت الإداري عندنا.
ما أعرفه الآن أن شيئا مميزا حقا ومبهجا لأقصى درجة كان سيفوتني إذا لم أحضر هذا الحدث.
علي إذن قبل أن أبدأ أن أشكر الإنترنت الذي سمح أخيرا لمواطن يسكن في صعيد هذا البلد ومنفاه بأن يسمع عن حدث جميل يقام في قلب القاهرة ويشارك فيه.
بداية الورشة كانت بالتعارف، الذي لم يكن تقليديا. كان التعارف بما أسمته د. سحر: “لعبة الأسماء”. أن يحكي كل منا حكاياته عن اسمه، عن علاقته به، ونكتشفه نحن من خلال حكاياته.
لم يكن ذلك التعارف التقليدي، لم يتحدث أحدنا عن ماذا يعمل ولا أين يعمل ولا ماذا كتب. لماذا؟ لأن التركيز دوما كان على ما سيحدث، لا على ما حدث.
اليوم الأول كان شحنا إبداعيا، من خلال التعرف على مفهوم النسوية، على كتاباتها من خلال نصوص ليحيى الطاهر عبد الله ولطيفة الزيات، ومن خلال التعرف على التنميطات في الأعمال الإبداعية والتوجهات الذكورية في المجتمع.
ستستمتع هناك بمفهوم الحرية مطبقا على أرض الواقع، لا شيء ممنوع تقريبا، يمكنك أن تتكلم بحرية مطلقة، بل ويمكنك أن تقوم لتناول الحلويات في أي وقت، أو أن تصب لنفسك كوبا من الشاي، هذا إذا لم تكن تفضل عصير الفراولة كما كان يفعل (طه عبد المنعم)!
هي ليست إذن “محاضرات” بكل ما هذه الكلمة من سمعة سيئة لمن تلقوا تعليمهم في مؤسسات التعليم الحكومية المقبضة. إنها “محاضرات ودية” إذا جاز التعبير، تم تقسيمنا خلالها لفرق عمل، تحلل الأعمال وتناقشها وتعلق على الجانب النسوي فيها.
تعرفنا أيضا على نماذج بشرية حقيقية توضح صور تنميط أدوار المرأة في المجتمعات الذكورية، واستمعنا إلى حوارات تسجيلية على ألسنة بطلات هذه النماذج.
اليوم التالي كان مخصصا للكتابة. وكنا أيضا أحرار تماما في هذا، الكتابة في ساحة المبنى بالأسفل، أو في القاعة نفسها، أو حتى على السلم، اكتب ما يعجبك في المكان الذي يعجبك، فقط: اكتب بوعي نسوي.
اليوم الثالث كان لقراءة الأعمال وتقييم الورشة ولـ… للتحسر على انقضاء أيامها سريعا.
بالنسبة لي تحققت عدة فوائد: كتبت نصا جديدا بعد انقطاع ممل عن الكتابة، أخذت بعض الوقت لأشم هواء نظيما خاليا من رائحة المعقمات في المستشفى، وتعرفت على أصدقاء جدد، أحدهم وهو (أحمد زيدان) كنت أتابع مدونته (مرآة السير زيدان) دون أن أعرفه، واكتشفت أنه شخص مهذب جدا دمث الخلق إلى أبعاد كبيرة رغم أنه صدامي جدا في مدونته التي أدعوك لزيارتها وإن كنت يجب أن أنبهك إلى أنها للكبار فقط!
أريد أن أعلن عن فرحي بالجو النشط الذي تمتلئ به القاهرة، أن أعلن عن فرحي بأساتذة جامعة مثل محاضِرات هذه الورشة اللاتي أكن لهن تقديرا مفعما بالإعجاب: د. سحر الموجي، د. منى إبراهيم، و د. سها رأفت. أساتذة جامعة بكل ما تحمله الكلمة من معرفة وخبرة وحرص على نشر المعرفة. فضلا عن قدرة مذهلة على التواصل مع أجيال مختلفة وعلى تقبل الآراء بصدر رحب والاستماع للجميع (آسف إذا كانت الكلمات ستستدعي خبرات سيئة عن أساتذتك السابقين في جامعتك أيا كانت).
حان الوقت إذن لأعود إلى ما ارتحت منه في الأيام الماضية.
17 تعليقات:
نسيت تذكر إن أنا وشـي حـلو
:))
الله .. ايه يا ربي اللخبطه دي
مانا كنت هنا من عشر دقايق وماكنش في حاجه!!
وبعدين دلوقتي انا البريك بتاعي خلص خلاص أعمل انا ايه يعني ، هو ماكنش بريك الصراحه ، انا لسه هاروح ابدأ بس بردو أهو خلص أهو ... عاااااا
هاخلص بقي شويه الحاجات وآجي أقرأ .. هاخليها الآخر .. أحلي يعني :)
صباحك سكر يا أحمد
اممممم... عشان كدة انت و عمرو بتتكلموا عن نون النسوة و حقوقها
...
و الله انا عايزة اعزيك ان الـ 3 ايام خلصوا، بس احب اقوللك ان دي البداية، يعني بالعربي الجايات كتيييييييييير و ابقي افتكرني وقتها... انا عارفة الجو اللي بتقول عليه ده، و ورش العمل دي و الحلويات و عصير الفراولة، آه ياني يا مقلبين عليا المواجع، و كمان اساتذة الجامعة المحترمييييييييييييين، اللي هما اساتذة بجد، كل ده عشته و فات، بس مفيش حاجة بتخلص، يعني هتلاقي ده تاني كتير و هي النفحات الصغيرة دي اللي بتيجي من وقت للتاني هي اللي بتعيننا علي القرف اللي بنشوفه لما بنرجع، تقدر تقول كدة هي زرار الرفريش بتاعنا
الف مبروك علي القصة الجديدة، مش قلتلك هتفرج، اهي فرجت اهي
:)
قبل ما انسي بقي، انا مش كاتب قصة و لا ناقد و لا اي حاجة، بس المرة الجاية فيها لاخفيها، آه... انا عايزة اروح عشان عصير الفراولة
:D
أحمد
كيف تكتب دائما بكل هذا الصدق؟ بكل هذا الدفء؟ على الرغم من أنني كنت معك فقد استمتعت بالقراءة
:)
آه صحيح نسيت أقولك إني كتت حاجة جديدة وحطيتها على المدونة, اقراها وقلي رأيك
:)
السلام عليكم
ازيك يا دكتور احمد
كل اللي اقدر اقولهولك
انك اثرت لعابي
..
الا قولي
هو الواحد يعمل ايه علشان يحظي بتجربة زي دي
؟؟؟؟؟؟؟؟
احساس ووصف للحظات جميله قضيناها كلنا مع بعض غايه في الصدق
انا كمان سعدت بك جدا يا احمد انا عملت معك حوار صغير عن الورشه وربنا يسهل
واقدر انزله في الجريده
بس فعلا كانوا من اجمل الايام اللي واحد يقدر يعيشها مع ناس بتفكر وتعبر عن كل اللي جواها
سعدت بمعرفتي بك جدا يا حمد
"ما أتذكره الآن أنني تلكأت كثيرا في قراري بحضور هذه الورشة "
مممممم .. كويس ، عشان ما تبقاش تتلكأ تاني
وتتشعبط في أي فرصة قائمة للانبساط
حتي ولو كان الانبساط احتمالية
أحمد:
حلو الحكي ...
عارف ايه المميز فيه .. تحس فيه حياه
فيه ناس وكلام وحركة كتير
حكي حي ... مش بس مجرد سرد لأحداث
:)
بالرغم من إنى كنت موجودة و عارفة كل دة...قعدت أٌرأ و أستمتع
وحشتونى جدا
good 4 u
عارفة انه رد ساقع بس انا قلت اجى اثبت انى لسة عايشة واسلم عليك وخلاص
يللا سلام
جميل الوصف و الاحساس
ثلاثة أيام.. ثلاثة فقط للأسف
فعلا كلمات العنوان معبرة جدا
و الفراولة اللي شربها طه معبرة على فكرة
:)
علي رأي المثل : " إللي تشيل همه ...ما يجيش أحسن منه .." أنا كمان يا أحمد كنت متلكأة إني أدخل الكورس إللي أنا فيه دلوقتي ، وممش قادرة أوصفلك سعادتي برفيقاتي وزملائي وأستاذي برغم فارق السن وبرغم الإرهاق والتعب عشان بروح الكورس بعد الشغل من 7م : 10م، بس مبسوطة والحمد لله ، بحس إني برجع لإيام الدراسة والجامعة والمذاكرة وعاوزه أقولك إن كل ده كان صدفة بحتة ... بس النصيب
كل ورك شوب وإنت مبسوط ومبدع
وكل كوفي بريك وإنت بخير ؛؛؛
صباح مشمس يا أحمد يا شمسي
ديدي
يعني هو انا عملت حاجة غلط؟ حضرتك مخاصمني؟ طيب مش بتيجي عندي المدوتة لييييييييييييه؟ آخر بوست كسر الدنيا، حصرتك فين بقي؟
انا زعلان
:(
اهم حاجة يا رب كله يكون بخير و تمام :)
ما أعرفه الآن أنك ستتلكأ كثيراً قبل أن تكتب تدوينتك التالية :)
آه ياني... انا رجلي و جعتني من الوقفة علي باب المدونة دي... ممكن طيب استني البوست اللي جاي و انا قاعدة؟
:(
يييييي، ده مفيش كراسي كمان... اعمل ايه انا دلوقتي؟
:((((
د. أحمد..
أنا استمتعت بالقراءة بس ما فهمتش حاجة.. يمكن علشان أنا دقة قديمة.. يعني إيه "تكتب بوعي نسوي"؟
مبسوط إنك مبسوط..
:) :)
ما بيدهاش، انا هامشي بقي
:(
Post a Comment