!دعوه يموت

مازلت أذكر صديقا لي (ذكره الله بكل خير) قال عندما ناقشته في احتمال أن ألتحق بكلية الطب: "أنا لا أحب أن أصادف في صميم عملي مشكلة لا أعرف لها حلا.. سيان أن يكون هذا جهلا مني.. أو لأن الإيدز مثلا ليس له علاج!".
مازلت اليوم أذكر هذه الكلمات حين أسمع عن أنماط غريبة في التعامل مع المرضى الميئوس منهم.. ملخص هذه الأنماط أن: "دعوا المريض يموت..".

تكرر هذا أخيرا في حالة Spina Bifida وهذه الحالة – لمن لا يعلم - هي خلل يجعل النخاع الشوكي مكشوفا غير مغطى بالجلد والعضلات.. هذا يجعل الطفل المولود بهذا العيب عرضة للإعاقة (أو للموت إذا اقتحمت البكتيريا هذا النخاع)!!
ماذا نفعل مع هذا الوليد ؟!!

إما أن تجري له عملية جراحية.. تهدي بها للمجتمع طفلا معاقا جديدا ينضم إلى طابور العاهات المستديمة التي تثقل كاهل المجتمع أو أن تدعه يموت وتريح وتستريح!

في الدول الغربية... القاعدة تقول: "دع البكتيريا تقتله!" أما نحن – وهذا الكلام على لسان أحد أساتذتنا – فلا يتم حسم الأمر بهذه السهولة... لذا فسنجري تعديلا بسيطا.. قل للوالدين: "أحضروه بعد شهر.." وهذا – والكلام أيضا على لسان الدكتور- على أمل أن تهاجمه البكتيريا في هذا الشهر ويموت أيضا!! ببساطة نحن أيضا نلتف حول الحكم لنقع في نفس الخطأ !

منذ أن سمعت هذا الكلام وأنا أتساءل عن جدوى علاج الحالات المكتشفة مبكرا .. لكنني أعود فأستنكر قتل روح خلقها الله لمجرد أنها.. "لم تعجبنا هكذا" !!
في الغرب أيضا قد يجهضون الجنين إذا اكتشفوا به عيبا مثل هذا (يحدث هذا في حالات كثيرة مثل حالات البله المغولي) لكننا هنا لاعتبارات دينية لا نقوم بهذا... إنما نقوم بتوليد الطفل كما هو... ونكتفي بالتحسر على عدد المعاقين الذي سيزداد واحدا... وعلى عدد غير المنتجين الذي سيزداد بالآلاف كل عام!
.. السؤال: هل من حل؟!!
الجواب: لا !