ربنا يقوي إيمانك!

كنت مع صديق لي في المكتبة نطالع الأبحاث المنشورة عن معدل انتشار الإيدز عالميا، صادفتنا خريطة توضح معدل انتشار المرض جغرافيا. كانت بقعة بيضاء – دلالة قلة انتشار المرض – تملأ المنطقة الجغرافية التي نعيش فيها.

قال صاحبي وهو يتقافز من الفرح:

- الله أكبر! يعني المنطقة الإسلامية!

ثم أصدر تنهيدة طويلة وقال وكأنه دخل الإسلام للتو:

- الدين ده دين عظيم!

كنت أنظر له مندهشا، ثم أخرجت من جيبي خريطة أعتز بها كثيرا، خريطة التوزيع الجغرافي للإنتاج العالمي حيث بقعة أكثر بياضا من بقعة الإيدز تملأ نفس المنطقة التي نعيش فيها. تساءلت بغضب:

- ايه رأيك في الإسلام دلوقتي؟
- قصدك ايه؟
- ما تبصليش كده! أنا مسلم مش يهودي!

كنت أعني أنه إذا كنا سنحكم على الإسلام من منطلق الخرائط، فللغرب كل الحق في أن يعتبر الإسلام دينا يحرض على العنف والكسل. كانت هذه مقدمة، أقول في نهايتها ما أكرره دوما، الإسلام دين عظيم حقا، لكن… اعتنقه الأشخاص الخطأ!

الآن، “الأخ” معمر القذافي، قائد ثورة “الفاتح العظيم”، ابتكر وسيلة جديدة ليقنع الغرب بأن الإسلام، فضلا عن كونه دين الكسالى والعجزة والإرهابين، فإنه أيضا دين للمعاتيه والمهووسين جنسيا.

الخبر قديم، لكنني اصطدمت به مرة أخرى اليوم، فاستفزني للكتابة عنه. “ذكرت وسائل اعلام ايطالية الاثنين 16-11-2009 أن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يزور روما لحضور قمة الامم المتحدة للغذاء قضى عدة ساعات بصحبة 200 ايطالية وحاول اقناعهن باعتناق الدين الاسلامي.”

ولأن الخبر يبدو مستفزا جدا، فقد تتبعته. السيد الداعية معمر القذافي نشر في الصحف الإيطالية إعلانا عبقريا هذا نصه: “مطلوب 500 فتاة جذابة تتراوح أعمارهن بين 18 و35 الطول 70ر1 متر على الاقل يتمتعن بحسن المظهر مع الابتعاد عن ارتداء التنورات القصيرة والثياب مفتوحة الصدر”.

ألا يسمى هذا فضيحة!

الآن وبفضل القذافي، يعرف العالم كله أن العالم الإسلامي يعاني نقصا حادا في الفتيات “الجذابة” في هذه الفئة العمرية، ويعرف العالم كله الآن أن الإسلام يحتاج بشدة لأطوال تتجاوز المتر ونصف المتر.

المزيد من البحث قادني إلى أن الزعيم الملهم – وكل زعمائنا ملهمين – يعمل على ثلاث محاور:

1- تكوين فريق كرة سلة نسائي إسلامي على مستوى عال.
2- ضخ المزيد من الكوادر في عجلة صناعة الدعارة الليبية الإسلامية (ليبيا من الدول العربية التي تسمح بممارسة البغاء التجاري).
3- استبدال الحارسات الشخصيات للفاتح العظيم – وهن كما توضح الصور دميمات قصيرات – بحارسات جذابات يتمتعن بالطول.

الشيء الوحيد المحير والخارج تماما عن السياق في هذا الإعلان هو جملة “مع الابتعاد عن ارتداء التنورات القصيرة والثياب مفتوحة الصدر”، إذ تساءلت كيف سيتأكد الفاتح من استيراد أجود الخامات الإيطالية؟ الإسلام يحتاج حقا لخامات أصيلة.

عموما، ما أثلج صدري وطمأنني، هو أن الفتيات الإيطاليات لم يلتزمن تماما بهذا الشرط.

هل حان الوقت للتحدث بجدية؟

في الواقع، لا. لأن الكلام الجاد الوحيد الذي يمكنني قوله هنا بذيء جدا بحيث لن تتحمله هذه المدونة. في الواقع هذه من المرات القليلة جدا التي ندمت فيها لأن المدونة نظيفة لا ترحب بالبذاءات الخلاقة!

الكلام الجاد الوحيد الذي يمكن متابعته هو نتيجة هذا الحدث الدعوي العظيم:

“وحضر نحو 200 امرأة في فيلا بروما بعد ان ابلغن بأنهن سيحصلن على 60 يورو (90) دولارا وبعض الهدايا الليبية. وحصلت كل امرأة على نسخة من القرآن الكريم وكتاب من أقوال القذافي”.

عزيزي القائد، هذا نجاح مبهر للدعوة، 200 فتاة جذابة حسنة المظهر عدد ليس قليلا جدا، وإضافة حقيقية للإسلام الذي نزل فيما يبدو خصيصا  للدميمات القصيرات، ثم انظر للجانب الممتلئ من الكوب، 200 فتاة إيطالية تمتلكن الآن نسخا من القرآن الكريم، بل ويسعدهن جدا التقاط الصور معه.

عزيزي الفاتح – ربنا يقوي إيمانك – كنت سمعت أنك “تنوي تكرار التجربة في بلدان أخرى بأوروبا”، أرجو أن تعدل عن هذه الفكرة، كفاية… أبوس إيدك كفاية!